responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 357

تقدَّم أن الآية 35 من سورة النور عبارة عن مثلين، مضى‌ الحديث عن المثل الأول حيث شبِّهت ذات اللَّه بنور السماوات والارض، أمَّا المثل الثاني فيبدأ من عبارة «مَثَلُ نُورِهِ ...» إلى آخر الآية.

طرحت بحوث كثيرة في ذيل المثل الثاني، فكل صاحب تخصُّص نظر إلى الآية من زاوية تخصصه، وفسَّر علماء الكلام الآية من وجهة نظرهم، وفسرها الفلاسفة من وجهة نظرهم الخاصة، وفسَّرها العرفاء من وجهة نظر عرفانية، وفسَّرها مفسرو القرآن بما يتلاءم مع اختصاصهم، سنشير إلى بعض من هذه التفاسير، وقبل البتِّ بالتفسير نورد توضيحاً حول السراج أو المصباح.

السراج في التاريخ‌

كان الانسان يعيش في الظلام قبل اكتشاف النار، وما كان يستفيد إلَّامن الأنوار الطبيعية، مثل الشمس والقمر والنجوم، ثم اكتشف أكبر وأهم نعمة إلهية، وهي النار، بعد ما شاهد القدحة الحاصلة من اصطكاك شيئين أو احتراق مواد جافة لسبب ما، عندها حصل تحوّل عظيم من جميع الجوانب في حياة البشر، بحيث يمكن الادّعاء بأنَّ النار أهم سبب للتقدُّم الصناعي ولتسهيل العيش على الأرض.

استخدم الانسان النار لإيجاد الحرارة وللإضاءة كذلك، وصنع لهذا الغرض وسائل تكاملت تدريجياً، منها: السراج الذي اعدَّ لأجل استخدام النار للإضاءة.

السراج الذي كان يستخدمه الانسان في عصر الجاهلية وأوائل ظهور الاسلام داخل ضمن سلسلة التكامل الذي نالته الصناعات البشرية، وهو آنذاك كان يتكوّن من خمسة أجزاء، ومورد الآية هو السراج الذي كان يُستخدم آنذاك، لنتعرف هنا على أجزائه الخمسة.

1- الفتيلة، وهي الخرقة التي تجتذب الوقود لتحترق وتُضي‌ء، والتي عُبِّر عنها بالمصباح في الآية الكريمة.

2- الزجاجة، وهي التي توضع فوق الفتيلة لكي تنظم جريان الهواء، ولا تترك الفتيلة تخرج منها دخاناً بسبب عدم الاحتراق الكامل، الأمر الذي يؤدي إلى اسوداد السقف بسخام‌

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست