responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 330

السؤال: قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: هل يقدر ربّك أن يدخل الدنيا في بيضة من غير أن تصغر الدنيا أو تكبر البيضة؟

الجواب: يجيب الامام علي عليه السلام كما يلي: «إنَّ اللَّه تبارك وتعالى‌ لا يُنسب إلى العجز والذي سألتني لا يكون» [1].

لكن هذا السؤال غلط مِن الأساس؛ لأنَّ مفهوم هذا السؤال كون العالم كبيراً وصغيراً في ذات الوقت، وهو من قبيل القول بأن موجوداً طوله عشرين متراً وعشر أمتار في آن واحد، فهذا تناقض محال. ولو طلبت من طالب أن يقسّم عشرين جوزة بين ثلاثين طالباً على أن لا يصل لكلٍّ منهم أقل من جوزة كاملة ما استطاع الطالب فعل ذلك، فهل التقصير منه أو من طلبتك غير الممكنة؟ طبيعي أن لا تعكس هذه المسألة عجز الطالب بل انَّ المسألة غلط.

الامام علي عليه السلام عندما وجد في السائل ذهنية جيدة ومعرفة بمسائل من قبيل التناقض والامكان وما شابه أجابه بما تقدَّم من جواب.

ذات السؤال سأله آخر من الامام الرضا عليه السلام فكان جواب الامام الرضا عليه السلام مختلفاً عن جواب الامام علي عليه السلام، فقد قال له: «نعم وفي أصغر من البيضة، وقد جعلها في عينك، وهي أقل من البيضة؛ لأنك إذا فتحتها عاينت السماء والأرض وما بينهما، ولو شاء لأعماك عنها» [2].

وجواب الامام كان متناسباً مع عقلية المخاطب وقابليته وقدرته على الاستيعاب.

النتيجة: هي ضرورة اختلاف الخطاب باختلاف المخاطب من حيث القدرة على الاستيعاب والقابلية على إدراك المفاهيم‌ [3]، وهذا لا يعدُّ نقصاً ولا يُحمل على قلة معلومات المتكلم بل يعد فناً عظيماً يكشف عن قدرة المتكلم على البيان، ولذلك على مبلغينا أن يلمّوا بألسن جميع المخاطبين وعقليّاتهم لكي ينفذوا في قلوب الجميع ويؤثروا أثرهم وإلَّا فيُحرمون من الموفقية.

2- منع الجدال‌

الجدال والمراء عن غير حق حرام في الاسلام، ويعد من الكبائر، ولذلك لا يرضى الاسلام‌


[1] بحار الأنوار 4: 143، الحديث 10.

[2] البحار 4: 143، الحديث 12.

[3] للمزيد راجع نفحات القرآن 4: 171 فما بعدها.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست