responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 289

أصابعهم في آذانهم بل كانوا يستغشون ثيابهم ويضعونها على رؤوسهم لكي ينتفي بالكلية احتمال سماعهم شيئاً من كلام نوح عليه السلام الحق.

نعوذ باللَّه جميعاً من بلاء التعصّب واللجاجة وحفظنا من حريق ناره.

وجاء في الآية 47 من سورة الاسراء:

«نَحْنُ أعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعونَ بِهِ إذْ يَسْتَمِعُون إلَيْكَ وَإذْ هُمْ نَجْوى‌ إذ يَقُولُ الظّالِمُونَ إنْ تَتَّبِعُونَ إلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً».

والآية تشير إلى شيطنتهم من الاستماع ثم التسقيط والتنقيص بغية منع الناس من الإهتداء، فيناجي أحدهم الآخر ويقول: إنَّ النبي رجل مسحور.

إنَّ الرجل المسحور يُعدُّ من الأمثال التي قالها المشركون في حق الرسول.

ما تعني المسحور؟

عرب الجاهلية كانوا يرون سبب الجنون مساس الجن أو حلوله في الانسان‌ [1] ويدعون الذي حلَّ فيه الجن مجنوناً، كما يرون سبباً آخر للجنون، وهو سحر السحرة ويدعون المبتلى بهذا مسحوراً.

وبناءً على هذا شبَّه المشركون الرسول صلى الله عليه و آله بالمسحور علَّهم بذلك يحولون دون ترك أثر لكلام الرسول الجذّاب في قلوب الناس.

يستفاد من آية المثل الشريفة أنَّ المشركين كانوا قد ضربوا للرسول أكثر من مثل واحدٍ عَدُّوه فيها مسحوراً أو مجنوناً أو كاهناً [2] وساحراً وشاعراً.

أسلحة الجاحدين‌

على طول التاريخ كان ولا زال الرسل وأوصياؤهم والأئمة ونوّابهم الخواص والعوام‌


[1] ولأجل ذلك كانوا ينهالون على المجانين بالضرب.

[2] الكاهن هو الذي يتنبّأ ويُخبر عن الغيب، وقد كان معروفاً أنَّ الكهنة كانوا ذا علاقة بالجن والشياطين، وكانوا يستلمون الأخبار منهم.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست