رؤية الأشياء التي خلفه. وعندما كان الرسول صلى الله عليه و آله يتلو القرآن
يُجعل ستار حائل بينه وبين الكفار يمنع من رؤيتهم إيَّاه، لكنهم كانوا يسمعون
صوته. والمراد من المستور هنا هو غير المرئي، أي أنَّه كان ستاراً لا يُرى بالعين
يُجعل بين الرسول صلى الله عليه و آله والكفار.
فلسفة هذا الستار غير المرئي هي أنَّ الرسول صلى الله عليه و آله عندما كان
ينشغل بتلاوة القرآن يقرأ آيات في ذمِّ الكفّار والمشركين والأصنام وآيات عن
مستقبل الاسلام وانتصاراته ممَّا قد يغيظ الكفار ويجعلهم ينفجرون غيضاً وكمداً،
وهو أمر يشكِّل خطراً على حياة الرسول؛ لاحتمال هجومهم على الرسول وتعرّضه لبعض
المساوئ، وقد جعل اللَّه هذا الستار لكي يحول بينه وبينهم [1].
يعتقد بعض آخر من المفسرين أنَّ عبارة
«حجاباً مستوراً» كناية عن الحجاب المعنوي من اللجاجة والتعصّب
والجهل والعداوة، فهذه الصفات المذمومة تبلورت على نحو حجاب للمشركين حالت دون
فهمهم آيات القرآن، التي هي سبب هداية القلوب وضيائها، لكنها لا تؤثر في هذه
القلوب بسبب هذا الحجاب المضمر [2].
إذن، كلا التفسيرين في مقام بيان مفهوم أنَّ هذا الحجاب كان مانعاً عن نفوذ
الآيات في قلوب المشركين.