responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 16

3- وفي الايات 40- 43 من سورة العنكبوت، بعد ما يشبّه من اتخذ اولياء من دون الله بالعنكبوت الذي يتخذ بيتاً وهناً. يقول في نهاية الاية 43: «وَتِلْكَ الأمثال نَضْربُها للنّاسِ ومَا يَعْقِلُها إلّا العَالِمُون» وحسب ما في هذه الاية فإنَّ تعقل العلماء هو من اهداف تلك الامثال.

يمكننا استنتاج ثلاث مراحل لتأثير الأمثال على النفوس، هي كالتالي:

الاولى: مرحلة التذكر وهي مرحلة مرور حقيقة الخطاب الالهي في الذهن.

الثانية: مرحلة التفكر، وهي مرحلة التفكير في موضوع المثل وحكمته.

الثالثة: مرحلة التعقل وهي مرحلة ادراك وهضم الحقائق. [1]

أهمية خطاب المثل‌

إن الناس في كثير من الأمور يعدّون الكبير دليلًا على العظمة والصغير دليلًا على قلة الأهمية، لكن الواقع ليس كذلك فالمهم هو الخطاب الذي يحمله ذلك الشي‌ء أو يستهدف المتكلم بيانه. والأمر كذلك في القرآن فالمهم هو الخطاب الذي يوجهه ويهدفه من خلال المثل لا عظمة او حقارة (الممثل به).

يقول الله في الاية الشريفة 26 من سورة البقرة: «إنَّ اللهَ لا يَسْتَحي أنْ يَضْرِبَ مَثْلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فأَمَّا الذَّينَ آمنُوا فيَعْلَمُونَ أنَّهُ الحَقّ منْ رَبِّهمْ وأمَّا الذين كَفَرُوا فيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِى بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلّا الفاسقين».

تأمُّل في الآية

إنَّ التأمل في الاية يرشدنا إلى النتائج التالية:

الاولى: ان الله تعالى اعتبر الهدف من الامثال هو هداية البشر.

الثانية: ان موضوع المثل ومحتواه يحظى بأهمية تفوق اهمية المضمون الظاهري‌


[1] يمكننا الاخذ بنظر الاعتبار احتمالين آخرين، الأول: تقسيم الامثال حسب النتائج، فبعضها تذكّر وبعضها تجعلنا نفكر وبعضها تؤدي إلى الاستيعاب والادراك. الثاني: تقسيم الامثال حسب المخاطب، فالمخاطب على ثلاثة أقسام وكل من الاقسام الثلاثة الماضية للامثال تختص بقسم من المخاطبين.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست