responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 451

كل سورة وآية بمجرّد نزولها وكانت تحفظ بين المسلمين. ولعل أبرز أولئك الشغفين بالقرآن علي بن أبي طالب عليه السلام وزيد بن ثابت، فكانت هنالك عدّة نسخ من القرآن بيد المسلمين بعد تدوينه من هؤلاء الأفراد.

أضف إلى‌ ذلك فإنّ أغلب المسلمين كانوا يحفظون الآيات والسور القرآنية، وكانوا دقيقين في الحفظ. وكان يطلق على البعض منهم القراء الذين يرجع إليهم المسلمون في القراءة. وموضوع حفظ القرآن من التحريف كان على درجة من الأهمية بحيث قتل العديد من القراء على عهد خلافة أبي بكر في معركة اليمامة فعزم المسلمون على التركيز أكثر على القرآن، فجمعوا القرآن وحالوا دون وقوع الزيادة والنقيصة فيه. وفي زمن خلافة عثمان بن عفان دونت أربع نسخ من القرآن وابلغت المناطق الإسلامية كافّة بتطبيق ما لديها من قرآن على هذه النسخ.

وقد بلغ حرص المسلمين ولا سيما القراء درجة أن نشب خلاف بين أبي بن كعب وعثمان على عهد خلافته بشأن الآية: «وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» [1] حيث زعم عثمان زيادة حرف الواو في الذين ولابدّ من اسقاطها، فأجابه أبي إننا سمعناها من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كذلك، وحين تشاجرا صرخ أبي: لأضعن سيفي في عنق كل من يسقط هذا الحرف من القرآن، فتراجع الخليفة عن رأيه.

فهل ينبغي احتمال وقوع التحريف في القرآن بعد كل هذا؟ ناهيك عمّا سبق فقد صرحت بعض الآيات القرآنية بحفظ القرآن من التحريف ومنها: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» [2].

وقد أجمع العلماء والمفكرون على عدم وقوع التحريف في القرآن، وإن كان هنالك من يزعم التحريف فذلك ناشئ من بعض الأخبار الموضوعة، وإلّا فليس هنالك أية قرينة في القرآن على هذا الزعم. على كل حال فإن أعلامنا أثبتوا بما لا يقبل الشك عدم تحريف القرآن.


[1] سورة التوبة، الآية 34.

[2] سورة الحجر، الآية 9.

اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 451
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست