responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 450

والأفراد الذين يستندون في معارفهم وعقائدهم الدينية إلى‌ هذه الكتب المحرفة الفاقدة للأهمية يرغبون في ذات المصير للقرآن فيقولون إنّ القرآن أيضاً شهد التحريف بعد مدّة من الزمان.

والحال كيفية جمع القرآن خلال العهود الإسلامية كافّة ممّا تأبى المقارنة مع تاريخ التوراة والانجيل في العهود النصرانية واليهودية. ولابد أن نشير هنا إلى‌ موضوعين كجواب لعديد من الأسئلة:

1- إنّ القرآن الكريم هو الكتاب الذي خلق ثورة في شؤون الحياة الاجتماعية كافّة للمسلمين. فقد حطم القرآن حياتهم السابقة واستبدلها بحياة جديدة قائمة على أساس الإيمان والمبادئ الإنسانية. وعليه فالقرآن كتاب يلامس شؤون حياة المسلمين، فكانوا يستلهمون منه تعاليم سياستهم واقتصادهم وقوانينهم الأخلاقية وحتى سننهم وآدابهم وعلاقاتهم الأسرية. فهم ينفتحون عليه بصلاتهم خمس مرات لكل يوم وليلة، وبالتالي فهم يتمسكون بالقرآن ومن ثم السنة في أنشطتهم اليومية. وعلى هذا الأساس فكيف يقال بتحريف هذا الكتاب دون أن يلتفت إلى‌ ذلك عوام المسلمين وخواصهم.

فاحتمال وقوع التحريف في القرآن وعدم الإلتفات أشبه بتحريف الدستور لشعب عريق دون علمهم، هل يمكن تحريف مواد دستور أمّة دون أن يلتفت أفرادها وتتعالى أصواتهم؟ والواقع أنّ دور القرآن في الحياة الاجتماعية للمسلمين أعظم من دور الدستور، وعليه فلو وقع أدنى تحريف لجوبه بالعديد من ردود الأفعال من هنا وهناك.

2- أثبت التاريخ المتعلق بجمع القرآن سواء على عهد النبي صلى الله عليه و آله أم بعده والأهمية الفائقة التي كان يوليها النبي الأكرم صلى الله عليه و آله والمسلمين لحفظ وتدوين القرآن استحالة فقدان حتى كلمة واحدة من القرآن.

كما يشهد التاريخ أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كان أمر أكثر من ثلاثة وأربعين من العلماء [1] ليدونوا


[1] تاريخ القرآن، لابي عبداللَّه الزنجاني.

اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 450
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست