3- «وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَر»[3]. وقد وردت هذه
العبارة في مختلف السور.
وعلى ضوء هذه الآيات يصرح القرآن أنّه سخر لنا ما على الأرض منذ اليوم الأول،
والحال لم يظفر الإنسان بالمصادر الكامنة تحت الأرض دفعة واحدة، بل وقف على بعضها
تدريجياً وخلال عصور. ويتضح من هنا أنّ المراد ليس تسخير كل ما في الأرض من ذخائر
لجميع البشر، ذلك لأنّ أغلب هذه المعادن اكتشفت بمرور الزمان، وقد نجحت جماعة في
كل عصر باكتشاف المصادر تحت الأرض، بل المراد المجتمعات البشرية كافّة المتواجدة
طيلة الزمان، وإن ظفر البعض بجزء منها.
ولا يستبعد نجاح الإنسان مستقبلًا في اكتشاف مصادر جديدة لا يمتلك عنها اليوم
أي معلومات. وعليه فما المانع من أنّ السيارات سخرت للإنسان منذ اليوم الأول، مع
ذلك فالإنسان يستفيد منها أكثر طيلة الزمان ويكتشف كرات جديدة، وأكمل وأتم مصداق
ما أورده القرآن الكريم: «وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا
فِي السَّمَوَاتِ»[4].
أضف إلى ذلك يستفاد من الآية 33 من سورة الرحمن أنّ الإنسان سيتمكن
بالاستفادة من الإمكانات العلمية والوسائل الصناعية من السفر إلى الفضاء الخارجي
حيث قالت: «يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنْ
اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا
لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ».
[4] لابدّ من الإلتفات إلى أننا
نشرنا هذا السؤال والجواب عنه قبل غزو القمر حيث لم يرسل العلماء حينها رائداً إلى
الفضاء، ولم يكن آنذاك أكثر من خطوة وهي اطلاق القمر الصناعي إلى القمر.