رغم أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله والمسلمين هدوا إلى الصراط
المستقيم لكنّهم يسألون اللَّه في الصلاة:
«اهْدِنَا الصِّرطَ الْمُسْتَقِيمَ» أوَليس هذا
تحصيل للحاصل؟
الجواب:
إن عالم الوجود بكل مكوناته- المادية والمعنوية- آيلة للزوال وعرضة للتغير،
كما أنّ أصل انبثاق ظاهرة يحصل في ظل علّة وظروف معينة، ويتطلب استمرارها عناية
خاصة ليكسوها ثوب البقاء ويحول دون زوالها. ويشمل هذا القانون موضوع الهدى إلى
الصراط المستقيم، وبقاء واستمرار هدى الفرد أو المجتمع يتطلب عناية وشرائط خاصة،
وإلّا يمكن أن يهتدى فرد وينحرف لاحقاً فيضل بعد الهدى.
وعليه فمصير الفرد والمجتمع مبهم مهما كان على الهدى الآن ويمتلك عقائد سامية.
وعليه أن يستفيد من هذا الوضع ويتجه إلى اللَّه ويسأله دوام هذه النعمة التي
يمكن زوالها في كل آن.
فعندما يقول المهتدي: «اهْدِنَا
الصِّرطَ الْمُسْتَقِيمَ» الهدف منه ثبتنا
على هذا الطريق