إنّ اللَّه
يعلم منذ الأزل بأنّ الجاني الفلاني سيرتكب جناية في لحظة معينة، وعليه فإنّ هذا
العلم سوف يخالف الواقع إن لم يرتكب جنايته. والأمر ربّما يصبح كما تمثله الخيام
في شعره من أنّ الحق يعلم منذ الأزل بشرب الخمر فإن امتنعت عن شرب الخمرة كان علم
اللَّه جهلًا.
توضيح
السؤال: إنّ اللَّه عالم منذ «الأزل» بما يحدث تدريجياً في عالم الوجود، وهو
عالم منذ الأزل بحركة الكواكب في السموات وحركة الالكترونات حول مدارات الذرة
وحركة أوراق الأشجار وأمواج البحار وحركة الأسماك في أعماق المحيطات. وعلم اللَّه
محيط قبل أن يخلق البشر بسلوك الجناة وجرائم العتاة وإراقة الدماء من قبل سفاكي
الدماء، ويعلم بكل شخص ماذا سيفعل في اللحظة الفلانية، وعليه فليس لأيشخص من مفرّ
من ارتكاب ذلك العمل الذي يعلمه اللَّه ولا يستطيع التخلف عن الإتيان به، ذلك
لأنّه إن لم يفعله كان علم اللَّه خلافاً للواقع وبالتالي يصبح علمه جهلًا.