responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 32

اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ» [1] و «... وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ» [2] و «أنَّ اللَّهَ يرى أعمالَكُم». إلى‌ جانب ذلك هنالك الفرقة التي يصطلح عليها ب «المجسمة» وكما يبدو من اسمها فإنّها تقول بتجسم اللَّه، والسبب الذي يقف وراء هذا الإعتقاد لا يتجاوز النظرة السطحية لبعض الآيات والروايات. ولكن بالإستناد إلى‌ طائفة كبيرة من الآيات والروايات التي تنفي صراحة أية عوارض للجسم عن اللَّه وتتحدث عن ذاته المطلقة التي يستحيل إدراك كنهها، يتضح أنّ مراد تلك الآيات والروايات ليس ما يبدو للوهلة الأولى، بل المراد نوع من التشبيه والمجاز.

توضيح ذلك: نعلم أنّ الألفاظ والكلمات وضعت لقضاء الحاجات اليومية وتدور حول محور الموضوعات المتعلقة بالحياة اليومية؛ ولا بد من الإستعانة بهذه الألفاظ لبيان الحقائق المتعلقة بالمبدأ والمعاد واللَّه وصفاته، وعليه فلا مناص من اللجوء إلى‌ هذه الألفاظ المتعلقة بعالم المادة واستعمالها مع بعض التشبيهات في معانٍ جديدة لعالم ما وراء الطبيعة، فمثلًا حين نريد أن نقول إنّ اللَّه عالم بجميع الحوارات والمحادثات، ليس أمامنا سوى القول إنّ اللَّه سميع لكل شي‌ء، والمراد هنا من السميع ليس السمع بالأذن، بل العلم بجميع الأحاديث، وهكذا بالنسبة للرؤية وأمثال ذلك.

وعليه فإن قيل إنّ اللَّه (جميل) فليس المراد الجمال الجسمي، بل المراد الكمال الواقعي؛ ذلك لأنّ اللَّه وجود جامع للكمالات كافّة التي تساور أذهاننا والتي لا تساورها، وبالطبع فإنّ هكذا وجود جميل. وكذلك لقاء اللَّه في عالم الآخرة لا يعني رؤية اللَّه، بل مشاهدة آثار حكومته وقدرته وعدالته (أي ثواب وعقاب الأعمال) والتي تشير جميعاً إلى‌ وجوده وآثار صفاته، وقد اعتبرت رؤية هذه الأثار بمنزلة رؤية اللَّه. حتى روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: «ما رأيتُ شيئاً إلّاورأيتُ اللَّه قبلَه وبعدَه ومعَه» والمراد رؤية آثار علم اللَّه وقدرته من خلال رؤية جميع الأشياء.


[1] سورة الفتح، الآية 10.

[2] سورة الحج، الآية 61.

اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست