responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 30

وهكذا فإنّ محدوديتنا من حيث الزمان ترسم في أذهاننا صورة للماضي والحاضر والمستقبل. فالحاضر هو الزمان الذي نعيش فيه، والمستقبل هو الزمان الذي يأتي بعدنا، والماضي هو الزمان الذي كان قبلنا، أي أنّ المعيار في كل مكان هو وجودنا.

وعليه فما كان زماناً ماضياً بالنسبة لنا، كان زماناً حاضراً لمن عاش قبلنا بقرن، كما كان مستقبلياً لمن عاش قبل قرنين، ونستشف ممّا سبق فقدان هذه المفاهيم لمعانيها بالنسبة للوجود اللامتناهي الحاضر في كل زمان ومكان؛ فهو يرى الماضي والمستقبل كالحاضر، وكلها حاضرة عنده على حد سواء.

فمثلًا: الشخص الذي ينظر من نافذة في غرفة إلى‌ قافلة من الجمال إنّما يرى كل لحظة جملًا، فترتسم صورة في ذهنه عن الماضي والحاضر والمستقبل لهذه القافلة (لأنّ البوابة التي ينظر من خلالها محدودة)، أمّا الشخص الواقف خارج الغرفة وينظر إلى‌ القافلة فهو يراها تتحرك جميعاً في فترة واحدة! بعبارة أخرى:

كافّة الأحداث حاضرة لدى الوجود الذي يفوق الزمان والمكان. وما نقوله من أنّ الحوادث المستقبلية ليست موجودة الآن صحيح، لأنّ «الآن» إشارة إلى‌ الزمان الحاضر الذي نعيشه، إلّاأنّ ذلك لا يعني عدم وجود المستقبل في ظروفه، بل كل وجود موجود في ظرفه ولا يمكن أن تسلب كلياً من صفحة الوجود، ويمكن القول إنّ حادثة الغد ليست واقعة اليوم، لكنّها ليست غير موجودة أصلًا (تأمل).

اسم الکتاب : اجوبة المسائل الشرعيّة المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست