المراد من بعثة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله إرشاد الناس وهدايتهم،،
إلّاأننا نرى بعض المقررات الإسلامية التي لا تنسجم مع الهدف الأصلي للدين-
الإرشاد إلى الصراط المستقيم- من قبيل فرض الجزية على اليهود والنصارى، والحال
الجزية قضية مادية، ثم كيف يشجعهم الإسلام على البقاء على معتقداتهم وأديانهم
المحرفة؟
الجواب:
إنّ أحد امتيازات الإسلام عدم إكراهه الغير على اعتناقه، كما ورد ذلك في الآية
256 من سورة البقرة «لااكْرَاهَ فِي الدِّينِ
قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ». وسرّ
ذلك واضح في أنّ الإسلام انطلق في دعوته منذ اليوم الأول على أساس المنطق والدليل
والبرهان ومحاربة الوهم والخرافة، وسلاحه عرض الحقيقة وايقاظ الراي العام، فما
حاجته للإكراه وهو يمتلك ذلك السلاح الذي استقطبه الواعون من الأفراد؟
والواقع أنّ العقيدة والإيمان الحقيقي يتطلب مقدمات وأُسساً معينة ما لم تحصل
في ظلّ الإدراك والبصيرة والاختيار، فمن المحال أن يشق الإيمان سبيله إلى القلب،
ولو فرض