أهل السنّة
يرون أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله قد ولد في اليوم الثاني عشر من ربيع
الأوّل و اتفق أنّ وفاته كان في اليوم الثاني عشر من ربيع الأوّل أيضاً.
و بالطبع
فإنّ بعض الشيعة أيّد هذا الرأي و منهم الكليني الذي يرى أن تاريخ وفاة النبي صلى
الله عليه و آله كان في اليوم الثاني عشر من ربيع الأوّل بالرغم من أنّه يرى أن
ولادة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله كانت في اليوم السابع عشر من ربيع الأوّل
طبقاً لما هو المشهور من علماء الشيعة، و على هذا الأساس لا بدّ من الرجوع واحداً
و ثمانين يوماً أو اثنين و ثمانين يوماً من الثاني عشر من ربيع الأوّل، و مع
الالتفات إلى أن الأشهر القمرية لا تكون ثلاثين يوماً على التوالي في ثلاثة أشهر و
كذلك لا تكون تسعة و عشرين يوماً على ثلاثة أشهر متوالية ينبغي أن يكون هناك شهران
كاملان و بينهما شهر واحد منه تسعة و عشرين يوماً، أو بالعكس بأن يكون هناك شهران
لتسعة و عشرين يوماً و شهر واحد لثلاثين يوماً.
فلو أخذنا
بنظر الاعتبار شهر محرم و صفر و فرضنا أنّ كلّ واحد منهما تسعة و عشرين يوماً،
فالمجموع يكون ثمانية و خمسين يوماً، و مع إضافة أثنى عشر يوماً من شهر ربيع
الأوّل يكون المجموع سبعين يوماً، و بالالتفات إلى أن شهر ذي الحجّة لا بدّ و أن
يكون ثلاثين يوماً فلو توغلنا فيه اثنى عشر يوماً ليكون المجموع اثنين و ثمانين
يوماً يصادف هذا اليوم هو يوم عيد الغدير الثامن عشر من ذي الحجّة، و على هذا
الأساس و طبقاً لنظرية علماء السنّة فإنّ الآية الشريفة أعلاه تتعلّق بيوم الغدير
لا بيوم عرفة.
و إذا كان
المعيار هو واحداً و ثمانين يوماً فإنّه يتفق مع اليوم الذي يتلو يوم الغدير لا
يوم عرفة حيث تفصله مع يوم عرفة فاصلة كبيرة.
و إذا أخذنا
شهر محرم و صفر لكلّ واحد منهما ثلاثون يوماً و شهر ذي الحجّة تسعة و عشرين يوماً
فطبقاً لعدد اثنين و ثمانين يوماً يكون اليوم التاسع عشر من ذي الحجّة هو المراد و
طبقاً لواحد و ثمانين يوماً فإنّ يوم عشرين ذي الحجّة يكون هو زمان الآية الشريفة،
أي أن الآية الشريفة نزلت بعد يوم واحد أو يومين بعد واقعة الغدير و نصب الإمام
علي عليه السلام خليفة على المسلمين و ناظرة إلى هذه الحادثة التاريخية المهمة و
لا ترتبط إطلاقاً بيوم عرفة.
و النتيجة هي
أنّ القرائن المختلفة التي تحف بهذه الآية الشريفة تشير إلى أن هذه الآية