مضافاً إلى
فقهاء الإمامية الذين أخذوا فقههم من الإمام علي عليه السلام نرى أن أحمد ابن حنبل
أخذ فقهه من الشافعي، و الشافعي أخذ فقهه من محمّد بن الحسن و مالك، و محمّد بن
الحسن تعلم الفقه من أبي حنيفة، و تعلّم كلٌّ من مالك و أبو حنيفة الفقه على يد
الإمام الصادق عليه السلام، وفقه الإمام الصادق عليه السلام ينتهي إلى جدّه علي بن
أبي طالب عليه السلام [2].
7- الإمام
علي عليه السلام و علم الباطن
يقول الدكتور
أبو الوفاء الغنيمي التفتازاني استاذ جامعة القاهرة و شيخ الطريقة في مقدّمته على
كتاب «وسائل الشيعة»: «إنّ المشايخ و أصحاب الطريقة كالرفاعي، البدوي، الدسوقي،
الگيلاني و هم من أجلّة علماء أهل السنّة يصلون بطريقتهم إلى أئمّة أهل البيت
عليهم السلام و منهم إلى الإمام علي عليه السلام و منهم إلى النبي الأكرم صلى الله
عليه و آله لأنّ النبي صلى الله عليه و آله قال: «انا
مدينة العلم و عليّ بابها»[3] و هذه
الحقيقة لدى العرفاء و التي تسمّى بعلم المكاشفة و علم الباطن لم يملكها أحد سوى
الإمام علي عليه السلام [4]، و هناك
شواهد كثيرة في أكثر كتب أهل السنّة على اختصاص الإمام علي عليه السلام بهذا
العلم، و كمثال على ذلك نرى أن عمر بن الخطّاب عند ما أراد استلام الحجر قال:
اقبّلك و إنّي لأعلم أنك حجر لا تضرُّ و لا تنفع و لكن كان رسول اللَّه بك حفياً،
و لو لا أنني رأيت رسول اللَّه يقبلك ما قبلتك.
فقال له
الإمام علي عليه السلام: بلى، و اللَّه إنه ليضرّ و ينفع، قال: و بمَ قلت ذلك يا
أبا الحسن؟
قال: بكتاب
اللَّه تعالى. قال: أشهد أنك لذو علم بكتاب اللَّه تعالى، فأين ذلك من الكتاب؟
قال: قول
اللَّه عزّ و جلّ: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ
مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ
بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا» ... فلمّا أقروا له بالربوبية
كتب أسماءهم في رقّ