و أمّا
بالنسبة إلى الرؤية الإسلامية و منظومة القيم في دائرة المفاهيم القرآنية فإنها
تختلف عمّا تقدّم من النظم و المعايير الثقافية، فكلُّ ذلك لا يعدّ في نظر الإسلام
معياراً و قيمةً ذات أهميّة على مستوى حياة الإنسان الأخلاقية و المعنوية رغم أنها
قد تنفع أحياناً في كونها وسيلة و أداة للتوصل بها إلى الأهداف المقدسة و الغايات
الدينية فتكون مطلوبة و إيجابية حينئذٍ.
القرآن
الكريم يردُّ على ما ذكرناه آنفاً من النظام القيمي للطائفة الأخيرة و يقول:
فهذه الآية
الشريفة و ضمن رفضها للنظام الأخلاقي الذي يستوحي مقوماته من القوّة البشرية و
الاقتصادية تطرح النظام الأخلاقي و المعيار القيمي في دائرة المفاهيم الإسلامية و
تذكر «الإيمان» و «العمل الصالح» كمفردات معيارية للنظام الأخلاقي في الإسلام، لأن
هذه الامور هي التي توصل الإنسان إلى معراج الكمال المعنوي و تقوده في حركته
الصاعدة نحو اللَّه تعالى لا المال و الأولاد و الامور الدنيوية الاخرى.
و يقول تبارك
و تعالى في الآية 13 من سورة الحجرات ضمن اعتبار التقوى محور آخر من محاور النظام
الأخلاقي في الإسلام و يخاطب الناس كافة:
عند ما جاء
الإسلام بنظام أخلاقي جديد يقوم على الإيمان و العمل الصالح و التقوى فإنه استبدل
القيم الجاهلية القديمة بهذه القيم السماوية و الإنسانية و خلق بذلك تحولًا عظيماً
في هيكلية المجتمع البشري و قدّم إلى البشرية أشخاصاً مثل «أبي ذرّ» و «سلمان» و
«ميثم التمّار» بدلًا من «أبي جهل» و «أبي لهب» و «أبي سفيان».
إنّ آية «خير
البريّة» تقرر إنّ منظومة القيم في الإسلام تقوم على أساس «الإيمان» و