responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 349

و أمّا بالنسبة إلى الرؤية الإسلامية و منظومة القيم في دائرة المفاهيم القرآنية فإنها تختلف عمّا تقدّم من النظم و المعايير الثقافية، فكلُّ ذلك لا يعدّ في نظر الإسلام معياراً و قيمةً ذات أهميّة على مستوى حياة الإنسان الأخلاقية و المعنوية رغم أنها قد تنفع أحياناً في كونها وسيلة و أداة للتوصل بها إلى الأهداف المقدسة و الغايات الدينية فتكون مطلوبة و إيجابية حينئذٍ.

القرآن الكريم يردُّ على ما ذكرناه آنفاً من النظام القيمي للطائفة الأخيرة و يقول:

«وَ ما أَمْوالُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى‌ إِلَّا مَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا وَ هُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ» [1].

فهذه الآية الشريفة و ضمن رفضها للنظام الأخلاقي الذي يستوحي مقوماته من القوّة البشرية و الاقتصادية تطرح النظام الأخلاقي و المعيار القيمي في دائرة المفاهيم الإسلامية و تذكر «الإيمان» و «العمل الصالح» كمفردات معيارية للنظام الأخلاقي في الإسلام، لأن هذه الامور هي التي توصل الإنسان إلى معراج الكمال المعنوي و تقوده في حركته الصاعدة نحو اللَّه تعالى لا المال و الأولاد و الامور الدنيوية الاخرى.

و يقول تبارك و تعالى في الآية 13 من سورة الحجرات ضمن اعتبار التقوى محور آخر من محاور النظام الأخلاقي في الإسلام و يخاطب الناس كافة:

«يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‌ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».

عند ما جاء الإسلام بنظام أخلاقي جديد يقوم على الإيمان و العمل الصالح و التقوى فإنه استبدل القيم الجاهلية القديمة بهذه القيم السماوية و الإنسانية و خلق بذلك تحولًا عظيماً في هيكلية المجتمع البشري و قدّم إلى البشرية أشخاصاً مثل «أبي ذرّ» و «سلمان» و «ميثم التمّار» بدلًا من «أبي جهل» و «أبي لهب» و «أبي سفيان».

إنّ آية «خير البريّة» تقرر إنّ منظومة القيم في الإسلام تقوم على أساس «الإيمان» و


[1] سورة سبأ: الآية 37.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 349
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست