يأتون إلى
البيت الحرام و يطوفون حوله و ينشدون بعض الأشعار و الشعارات الجاهلية حين الطواف
تخليداً لذكر الأصنام.
ب: ما زال
بعض الناس يطوفون بالبيت عراة كما كانوا في السابق لأنهم كانوا يعتقدون أن لباس الطائف
الذي يطوف فيه حول البيت يجب عليه أن يتصدّق به إلى الفقير، و لهذا فلو أن الشخص
خلع لباسه و طاف عرياناً ثمّ بعد أن ينتهي من الطواف يرتدي لباسه فلا يجب عليه
التصدّق به على الفقير، و لذلك فمن لم يكن راغباً في التصدق بلباسه يقوم بخلع
لباسه و الطواف عارياً، و أحياناً يكون الطائف بالبيت امرأة، فنتصور كيف يكون حال
الطواف مع وجود امرأة عريانة بين الطائفين و كيف تتبدل الأجواء المعنوية و الروحية
في ذلك المكان المقدّس إلى أجواء شهوانية و حيوانية؟
فنظراً إلى
هذه الامور انصرف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله عن أداء الحجّ في السنة التاسعة
حتّى نزلت الآيات الاولى من سورة التوبة و أمر النبي الأكرم صلى الله عليه و آله
أن يعلن في مراسم الحجّ في السنة العاشرة للهجرة لجميع المشركين أربعة امور:
1- «لا
يَحِجَّنَّ الْبَيْتَ مُشْرِكٌ» فبعد السنة العاشرة للهجرة لا يحقُّ
لأي مشرك أن يحجّ البيت و لا يحقُّ له دخول المسجد الحرام، هذا البيت الذي بناه
بطل التوحيد و محطم الأصنام فلا يكون مكاناً للأصنام بعد الآن، و لا ينبغي
للمشركين و الوثنيين أن يطوفوا حول بيت اللَّه إلّا أن يتركوا عقائدهم الخرافية
جانباً.
2- «وَ لا
يَطُوفَنَّ بِالْبَيْتِ عُرْيانٌ» فبعد الآن لا يحقُّ لأي شخص أن يطوف
بالكعبة عرياناً و يلوّث تلك الأجواء المعنوية و الروحية بهذا العمل الشنيع.
3- «وَ لا
يَدْخُلَ الْبَيْتَ الّا مُؤمِنٌ» ففي السابق كان الدخول إلى داخل
الكعبة مباحاً للجميع (خلافاً لهذا الزمان حيث لا ينال هذه السعادة إلّا بعض
الأشخاص القليلين) فكان المسلمون و المشركون يدخلون داخل الكعبة باستمرار و بدون
أي مانع و لكن بعد إبلاغ هذا النداء لا يحقُّ لمشرك أن يدخل الكعبة.
4- «وَ
مَنْ كانَتْ لَهُ مُدَّةٌ فَهُوَ إلى مُدَّتِهِ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مُدَّةٌ
فَمُدَّتُهُ ارْبَعَةُ اشْهُرٍ» فالمشركون الذين كان لديهم عهد و
ميثاق مع رسول اللَّه على ترك الحرب و القتال و لم