المعنى لا
يعدّ افتخاراً له، لأنه لا بدّ أن يكون هناك مؤذن يوصل النداء الإلهي للناس في
المحشر، و لا يختلف الحال فيمن يكون هو المؤذن».
الجواب:
و الجواب على هذا الكلام واضح لأن هذا المؤذّن إنما يعلن شيئاً بأمر اللَّه تعالى
فهو رسول من اللَّه لإلقاء هذا الكلام على أهل المحشر أي الناطق الرسمي عن اللَّه
و هي وظيفة خطيرة و ثقيلة، و عليه فإنّ هذا المقام يدلُّ على أهمية و مكانة هذا
الشخص بحيث يبين للناس الرسالة الإلهية بصورة جيّدة في يوم القيامة، و مع الالتفات
إلى محتوى هذه الرسالة و أنها تشمل لعنة اللَّه على الظالمين فلا بدّ أن لا يكون
هذا المؤذّن من الأفراد الملوثين بالظلم في الدنيا، و إلّا فلا يوجد أحد يلعن
نفسه، و لهذا فإنّ مقام المؤذّن في ذلك اليوم لا يعدُّ مقاماً عادياً يستطيع أيُّ
شخص أن يقوم به، و عليه فإنّ هذا المقام يعدّ فضيلة كبيرة لمن يناله.
لما ذا يغمض بعض
مفسّري أهل السنّة أبصارهم عن إدراك الحقائق و يمرون على المضامين القرآنية مرور
الكرام بهدف الاحتفاظ على عقائدهم الموروثة و أحياناً ينكرون مضامين الوحي من أجل
ذلك؟!
تفسير
الآية 3 من سورة التوبة
أما تفسير
«آية الأذان» في سورة التوبة و التي تعد هي الاخرى من آيات فضائل الإمام علي عليه
السلام و لها ارتباط وثيق بآية «المؤذّن» السابقة، نرى من اللازم بعض التوضيح حول
الآيات الاولى من سورة التوبة:
عند ما فتحت
مكّة في السنة الثامنة للهجرة و تمّ القضاء على الشرك و عبادة الأوثان و إزالة
الأصنام من أرض الوحي و دخل العرب في الإسلام و رأى مشركو مكّة تعامل النبي صلى
الله عليه و آله معهم من موقع المحبّة و العفو و الصفح، أدّى ذلك إلى دخول الناس
في الإسلام زرافات و وحدانا، و انتهت هذه السنة بجميع ما وقع بها من حوادث كبيرة،
و أراد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في السنة التاسعة للهجرة أن يحجّ حجّة
الوداع و لكنه بسبب وجود بعض الامور لم يرَ من المناسب أن يحجّ في تلك السنة و
ذلك:
الف: إنّ بعض
المشركين و عبدة الأوثان كانوا يأتون من البادية لزيارة بيت اللَّه الحرام، و على
الرغم من أن الكعبة قد تمّ تطهيرها من الأصنام و الأوثان إلّا أنّ هؤلاء الوثنيين
كانوا