عدوانهم، و
لذلك فإنّ رفع المستوى العسكري بإمكانه أن يخيف الأعداء، أي أعداء اللَّه و
أعداءكم، و العدو الظاهر و العدوّ الخفي و المستور، فالهدف من زيادة القوّة
الدفاعية و القدرة العسكرية يجب أن يكون من منطلق الدفاع المنطقي و المشروع أمام
تعدّي الآخرين.
«وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَ أَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ».
بلا شك فإنّ
تقوية البنية الدفاعيّة للبلد الإسلامي و رفع مستوى القوّة العسكرية لجيش الإسلام
و استخدام مختلف الأسلحة المتطورة و رفع المستوى الفني، الاقتصادي، الإعلامي،
الأخلاقي، الاجتماعي و أمثال ذلك رغم أنه يحتاج إلى رصيد مالي ضخم و كبير و لكن
يجب على المسلمين تأمين هذه النفقات فكلّما ينفق في هذا السبيل و في خطّ تقوية
الإسلام و البلد الإسلامي فإنّ اللَّه تعالى سيعيده إليكم و سوف لا تتضررون من ذلك
حتماً.
فرغم أن
المسلمين ينبغي عليهم تعبئة جميع طاقاتهم و رفع مستواهم العسكري و النظامي و لكن
إذا أراد العدو يوماً أن يمدّ إليكم يد الصلح فعلى المسلمين أن يقبلوا بذلك و لا
ينبغي عليهم الإصرار على الحرب، فهذه الآية الشريفة تعتبر جواباً قاطعاً لبعض
الأبواق الاستعمارية التي تصر على أن الإسلام دين السيف و يدعو إلى الحرب دائماً،
فإنّ الإسلام إذا كان دين الحرب فلا معنى لأن يدعو إلى الصلح و يفرض على المسلمين
أن يصافحوا اليد التي تمتد إليهم بالصلح و السلم.
فرغم أن
الإسلام يدعو إلى الصلح و يأمر المسلمين كذلك أن يستجيبوا لدعوات الصلح التي تصدر
من العدو و لكنه يحذّر المسلمين أن يأخذوا جانب الحيطة و الحذر من مكر الأعداء و
خدعهم، فحتّى في حال الصلح يجب على المسلمين أن يحتفظوا بقوّتهم العسكرية و قدرتهم
الدفاعية بأعلى المستويات لكيلا يطمع فيهم العدو و يستغل هذه الفرصة في أجواء
الصلح و يهاجم المسلمين على حين غرّة، فقد يكون طلبه للصلح بسبب أنه وجد