هذه الآية
الشريفة مطلقة و تستوعب جميع الأمكنة و الأزمنة و الأدوار التاريخية في المجتمعات الإسلامية،
لأنها لا تتحدّث عن أسلحة معيّنة و خاصّة ينتهي مفعولها بانتهاء زمانها و تخرج من
حيّز الاستعمال، بل ورد التعبير بكلمة «قوّة» أي أن المسلمين يجب عليهم التهيؤ
دائماً للأعداء و التسلّح بأنواع الأسلحة التي تثير فيهم القوّة و القدرة على
التصدي لأعداء الإسلام فيجب عليهم أن يتسلحوا بالأسلحة المتطورة و يجهّزوا جيوشهم
بالأنظمة العسكرية المتقدمة، و كلمة «قوّة» تشمل مضافاً إلى الأسلحة الأشياء
الاخرى التي تستخدم في الحرب ضد الأعداء من قبيل: أجهزة الإعلام التي تعتبر في
العصر الحاضر سلاحاً فعّالًا يستخدم في القضاء على روحية العدو، كما أن هذه الكلمة
تشمل أيضاً الامور الاقتصادية و الأخلاقية و الاجتماعية كذلك، و الخلاصة إنّها
تطلق على كلِّ ما ينفع المسلمين في جهادهم ضد العدو و يمكّن المسلمين من إجهاض
محاولاته الرامية إلى الاستيلاء على البلاد الإسلامية و القضاء على الإسلام.
في هذا
المقطع من الآية الشريفة يتحدّث القرآن عن الهدف و الغاية من تهيئة وسائل القوّة و
السلاح للمسلمين، فالهدف من هذا التهيؤ و الاستعداد ليس هو قتل الناس و تخريب
العالم و الإغارة على المساكين و المحرومين بل الهدف هو الدفاع المشروع فيجب تعبئة
جميع القوى و الطاقات و تهيئة جميع أنواع الأسلحة لكيلا يتجرأ العدو على الهجوم
على البلد الإسلامي بل لا يدور في ذهنه أن يهجم يوماً عليكم، لأن الظالمين و
الجبّارين متى ما وجدوا فرصة للهجوم و الغارة على الضعفاء و الدول الفقيرة و
الضعيفة فإنهم لا يجدون رادعاً أمامهم من العدوان و الحرب، و القوّة العسكرية هي
العامل الأساس لمنع هؤلاء من