responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 242

الشرح و التفسير: التعبئة الكاملة و الاستعداد التام‌

لأجل توضيح مضمون آية النصرة نرى من اللازم الحديث عن آيات 60- 63 من سورة الأنفال، و هي قوله تعالى:

«وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ».

هذه الآية الشريفة مطلقة و تستوعب جميع الأمكنة و الأزمنة و الأدوار التاريخية في المجتمعات الإسلامية، لأنها لا تتحدّث عن أسلحة معيّنة و خاصّة ينتهي مفعولها بانتهاء زمانها و تخرج من حيّز الاستعمال، بل ورد التعبير بكلمة «قوّة» أي أن المسلمين يجب عليهم التهيؤ دائماً للأعداء و التسلّح بأنواع الأسلحة التي تثير فيهم القوّة و القدرة على التصدي لأعداء الإسلام فيجب عليهم أن يتسلحوا بالأسلحة المتطورة و يجهّزوا جيوشهم بالأنظمة العسكرية المتقدمة، و كلمة «قوّة» تشمل مضافاً إلى الأسلحة الأشياء الاخرى التي تستخدم في الحرب ضد الأعداء من قبيل: أجهزة الإعلام التي تعتبر في العصر الحاضر سلاحاً فعّالًا يستخدم في القضاء على روحية العدو، كما أن هذه الكلمة تشمل أيضاً الامور الاقتصادية و الأخلاقية و الاجتماعية كذلك، و الخلاصة إنّها تطلق على كلِّ ما ينفع المسلمين في جهادهم ضد العدو و يمكّن المسلمين من إجهاض محاولاته الرامية إلى الاستيلاء على البلاد الإسلامية و القضاء على الإسلام.

«تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ وَ آخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ».

في هذا المقطع من الآية الشريفة يتحدّث القرآن عن الهدف و الغاية من تهيئة وسائل القوّة و السلاح للمسلمين، فالهدف من هذا التهيؤ و الاستعداد ليس هو قتل الناس و تخريب العالم و الإغارة على المساكين و المحرومين بل الهدف هو الدفاع المشروع فيجب تعبئة جميع القوى‌ و الطاقات و تهيئة جميع أنواع الأسلحة لكيلا يتجرأ العدو على الهجوم على البلد الإسلامي بل لا يدور في ذهنه أن يهجم يوماً عليكم، لأن الظالمين و الجبّارين متى ما وجدوا فرصة للهجوم و الغارة على الضعفاء و الدول الفقيرة و الضعيفة فإنهم لا يجدون رادعاً أمامهم من العدوان و الحرب، و القوّة العسكرية هي العامل الأساس لمنع هؤلاء من‌

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 242
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست