responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 236

الثاني: هو طريق بناء الذات و تهذيب النفس و تطهير القلب من شوائب التعلّقات الدنيوية، لأن الإيمان نور يشرق على قلب الإنسان، و كلّما كانت مرآة القلب صافية و شفافة انعكس النور عليها بصورة أفضل، فلو كان القلب ملوثاً بالخطايا و الذنوب فإنّ مرآة القلب لا تعكس نور الإيمان حينئذٍ بصورة جيّدة.

و أما بالنسبة إلى الهجرة فقد يتصور البعض أن هذا الأصل المهم في أجواء الدين السماوي خاصٌّ بالمسلمين في صدر الإسلام، و بعد هجرة المسلمين إلى المدينة انتهى عهد الهجرة في حين أن روايات أهل البيت عليهم السلام تقرر خلاف هذا المطلب، حيث نقرأ في الرواية الواردة عن الإمام علي عليه السلام قوله:

«الْهِجْرَةُ قائِمَةٌ عَلى حَدِّها الْاوَّل». [1]

و تأسيساً على هذا فإنّ الهجرة مستمرّة كالإيمان و الجهاد إلى يوم القيامة، و الواجب على المسلمين أن يهاجروا في مختلف الظروف و الأحوال، و طبعاً ففي الكثير من الحالات يختلف شكل الهجرة، و لذلك نقرأ قول الإمام علي عليه السلام:

«يَقُولُ الرَّجُلُ هاجَرْتُ وَ لَمْ يُهاجِرْ، انَّمَا الْمُهاجِرُ مَنْ هاجَرَ السَّيِّئاتِ وَ لَمْ يَأْتِ بِها» [2].

أجل، فالمهاجر الحقيقي هو الشخص الذي ترك القبائح و الرذائل و الذنوب و تحرّك في خطّ الطاعة و العبودية و التقوى و هاجر من السيئات إلى الحسنات و الأعمال الصالحة، و المهاجر الواقعي هو الشخص الذي يهجر أصدقاء السوء و رفاق مجالس البطالين و الملوثين بالذنوب و يبتعد عنهم، الهجرة من المال الحرام، من المقام الحرام، من الذنوب، واجبة و لازمة، و بديهي أن هذا النمط من الهجرة لا يختصّ بالمسلمين في أوائل البعثة بل هو وظيفة جميع المسلمين إلى يوم القيامة.

و أمّا الأصل الثالث و هو الجهاد بالنفس و المال فذلك أيضاً مورد الابتلاء في كلّ عصر و زمان، فالجهاد بالنفس و المال لا يقبل التعطيل و النسخ و خاصّة مع وجود الأعداء الحاقدين الذين يعبّر عنهم القرآن الكريم‌ «قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ» [3]، الأعداء


[1] ميزان الحكمة: ج 10، ص 302، باب 3989، ح 20755.

[2] بحار الأنوار: ج 97، ص 99.

[3] سورة آل عمران: الآية 118.

اسم الکتاب : آيات الولاية في القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست