أ لا يتناقض
هذا الكلام مع كلام ذلك العالم السنّي المذكور آنفاً؟ إنّ هذه الأشكال من التناقض
هي نتيجة نوعية التفكير لدى الإنسان الذي يؤمن أوّلًا ثمّ يتوجه نحو الآيات و
الروايات الشريفة و يحاول إسقاط عقائده عليها، و لو أن الإنسان حضر مقابل الآيات و
الروايات و جلس متتلمذاً عندها و مستوحياً من مضامينها و مرتوياً من منهلها فإنه
سوف لا يواجه مثل هذا التناقض العجيب.
توصية
الآية
الاتّباع
العملي لأولياء الدين
إنّ بيان
فضائل و مناقب الأئمّة الأطهار عليهم السلام و خصوصيّاتهم الأخلاقية و الاجتماعية
و السياسية أمر جيّد و ضروري و لكنه لا يكفي في مقام الاعتقاد و الإيمان بل ينبغي
على الإنسان أن يجعلهم اسوة و قدوة له في ممارساته و سلوكياته في حركة الحياة و
الواقع الاجتماعي، و في الآيات مورد البحث نقرأ ثلاثة امور بعنوان أنها أركان
الدين، و أن الإمام علي عليه السلام قد بلغ ما بلغ من المرتبة السامية بسبب حركته
في خطّ هذه الأركان الثلاثة و هي:
الإيمان،
الهجرة، الجهاد في سبيل اللَّه بالمال و النفس. فإذا أردنا
الاقتداء بالإمام علي عليه السلام و بأولياء الدين فلا بدّ من تجسيد هذه الاصول
الثلاثة في حياتنا العملية و إحيائها في أعماق وجودنا و قلوبنا.
و من أجل
تقوية الإيمان في وجودنا هناك طريقان: الأوّل:
مطالعة و دراسة الشيء الذي نؤمن به، مثلًا لأجل تقوية إيماننا باللَّه و تعميقه
في قلوبنا لا بدّ من النظر و التفكّر في أسرار عالم الخلقة و السعي إلى زيادة
الآفاق العلمية في أسرار الكون و آيات الكتاب السماوي كما يحثّنا القرآن دائماً
على ذلك، و الخلاصة هي أن تعميق الإيمان بأي شيء يحتاج إلى دراسة ذلك الشيء و
الانفتاح الفكري على تفاصيله.