هذه الرواية
أعلاه نقلت أيضاً عن أبي سعيد الخدري حيث يقول أيضاً:
«إنّ النبي الأكرم كان يعمل هذا العمل لمدّة
ثمانية أشهر» [2].
و لعلّ النبي
الأكرم صلى الله عليه و آله قد استمر على هذا العمل أكثر من هذه المدّة و لكن أنس
ابن مالك اقتصر على ستة أشهر و أبو سعيد الخدري اقتصر على ثمانية أشهر
[3].
و عليه فإنّ
هدف النبي في فصل أهل البيت عن نسائه و تعيين المصداق الكامل و الواضح لكلمة «أهل
البيت» هو بيان هذه الحقيقة للمسلمين بشكل واضح وجلي بحيث لا نجد مورداً آخر قام
النبي صلى الله عليه و آله بتكرار عمل معيّن إلى هذه الدرجة، فهل أن كلّ هذه
التأكيدات و التوصيات و التوضيحات لا تكفي للقول بأن أهل البيت هم هؤلاء الخمسة؟ و
هل من الصحيح أن نفسّر هذه الآية بتفسيرات بعيدة عن أجوائها؟
لما ذا يذهب
البعض في مثل هذه القضية الواضحة كالشمس في رابعة النهار إلى مذاهب متفرقة و
يوقعوا أنفسهم و الآخرين في مزالق الضلالة و الانحراف؟
الجواب على
هذا السؤال واضح أيضاً، و هو أن التفسير بالرأي و المسبوقات الفكرية لهؤلاء تشكل
حجاباً سميكاً على بصيرتهم فلا يدركوا معه ما يخالف نظراتهم المسبقة حتّى و إن
كانت كوضح الصبح أو لا يريدون أن يقبلوا بالحقيقة.
ربّنا! نسألك
أن تأخذ بأيدينا في طريق الهداية و الحقّ دائماً و لا تحرمنا من أنوار هدايتك لحظة
واحدة.
إلهنا! جنبنا
من الوقوع في التفسير بالرأي و خاصة بالنسبة إلى القرآن الكريم و المعارف الدينية
و أعنّا بالبرهان القاطع على الوصول إلى الحقّ و الحقيقة.