قد تثار بعض
الأسئلة و علامات الاستفهام حول آية التطهير، حيث نستعرض هنا نماذج من هذه الأسئلة
و نجيب عليها:
السؤال
الأوّل: إنّ أكثر ما تدلُّ عليه آية التطهير هو عصمة أهل البيت، أي الإمام
علي، و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و على رأسهم النبي الأكرم صلى الله
عليه و آله، و لكن الآية محل البحث لا ترتبط بمسألة الإمامة و الولاية.
و بعبارة
اخرى: إننا نبحث هنا عن الآيات الشريفة التي تدلُّ على ولاية و إمامة أمير
المؤمنين عليه السلام، و الآية المذكورة لا تدلُّ على هذا الأمر بل غاية ما تدلُّ
عليه هو عصمة أهل البيت، فلما ذا نستدلّ بهذه الآية الشريفة على الإمامة؟
الجواب:
لو ثبت مقام العصمة لأهل البيت عليهم السلام فإنّ الإمامة سوف تثبت لهم أيضاً،
لأنه كما تقدّم أن الطاعة للإمام هي مطلقة و غير مقيّدة بقيد أو شرط، و لا يمكن
تحقق هذا المعنى من الطاعة إلّا لمن كان يتحلّى بمقام العصمة، أي أن الإمام يجب أن
يكون معصوماً، و من جهة اخرى فلو تقرر أن يكون الإمام منتخباً من الناس أو منصوباً
من قبل غيره فإنّه مع وجود المعصوم لا ينبغي التمسّك بإطاعة غير المعصوم.
يقول تبارك و
تعالى في الآية 124 من سورة البقرة في حديثه عن النبي إبراهيم عليه السلام عند ما
نصبه اللَّه تعالى إماماً للناس بعد أن نجح في الابتلاءات و الامتحانات الصعبة و
بعد أن كان يتحلّى بمقام النبوّة و كان من اولي العزم و خليلًا للرحمن، فإنّ
إبراهيم بعد أن نال مقام الإمامة طلب من اللَّه تعالى استمرار الإمامة في ذرّيته
«وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي» فأجابه اللَّه تعالى:
«لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ».
و من هنا
نعلم أن العصمة جزءٌ لا يتجزأ من الإمامة، و الأشخاص الذين تلوثوا بالظلم لا
يصلحون لهذا المقام الشريف حتّى لو كانوا قد انحرفوا و تلوثوا بالمعصية في أزمنة
سابقة.
السؤال
الثاني: سلمنا أن الإمام يجب أن يكون معصوماً، و لكن هل يعني هذا أن كلّ
معصوم إمام؟ أ لم تكن فاطمة الزهراء عليها السلام معصومة، إذن فلما ذا لم تكن
إماماً؟
الجواب:
إنّ العصمة بالنسبة إلى النساء لا تستلزم مقام الإمامة، و لكنها بالنسبة إلى