في أفضل روضة من رياض الجنّة وأفضل مسكن في الجنّة ؛ لايسكنها إلاّ النبيّون والمرسلون ، [أو قال أولو العزم من الرسل] ، وإنّها لتزهر بين رياض الجنّة كما يزهر الكوكب الدرّي بين الكواكب لأهل الأرض ، يغشى نورها أبصار أهل الجنّة [جميعاً] وهي تنادي : أنا أرض اللّه المقدّسة الطيّبة المباركة التي تضمّنتْ سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة. [1] ومنه أيضاً عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال: إنّ أرض الكعبة قالت: مَن مثلي وقد بُني بيت اللّه على ظهري ، [و] يأتيني النّاس مِن كلّ فجّ عميق ، وجُعلتُ حرم اللّه وأمنَه ، فأوحى اللّه إليها أن كفّي وقرّي ؛ [فو عزّتي وجلالي ما فضلُ] ما فُضّلتَ به فيما أعطيت [به ]أرض كربلاء إلاّ بمنزلة الإبرة (التي) غمست في البحر [فحملت من ماء البحر]. ولو لا تربة كربلاء ما فضّلتك ، ولو لا ما تضمَّنتْ أرض كربلاء ما [2] خلقتك ولا خلقت البيت الذي افتخرتَ به ، فقَرّي واستقرّي وكوني [دنيّاً ]متواضعاً ذليلاً مهينا ، غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء ، وإلاّ سخطت [3] بك وهويتُ بك في نار جهنّم. [4] ومنه أيضاً بحذف الإسناد عن الفضل بن يحيى ، عن أبيه ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال: زوروا كربلاء ولاتقطعوه؛فإنّ خير أولاد الأنبياءضمَّنَته. ألا وإنّ الملائكة زارت كربلاءَ ألف عام من قبل أن يسكنه جدّي الحسين عليه السلام ، وما من ليلة تمضي إلاّ وجبرائيل وميكائيل يزورانه ، فإنّه [5] اجتهِد يا يحيى، أن لا تفقد من ذلك المكان [6] .