responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
اسم الکتاب : شرح دعاي كميل المؤلف : لارى اصطهباناتى، ميرزا ابوالحسن    الجزء : 1  صفحة : 263

(اِغْفِرْ لِمَنْ لاَ يَمْلِكُ) شيئا ولا وسيلةً ولا ذريعةً يستوجب بها غفرانك ورضوانك. قوله عليه السلام : (إلاّ الدُّعَاءَ) والتوبة والإنابة والإقرار بالتقصير والخطيئة، والاعترافِ بالنقص والذلّة والمسكنة، وإظهار الضعف والعجز والفقر والفاقة، فحقٌّ على مثلك أن لا تخيّب مثله ولا تردّ دعاءه، وأن تقبل توبته وتعفو خطيئته وتجبر فاقته وترحم مسكنته (فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تَشَاءُ) وما يقتضيه عدلك وحكمتك. قوله عليه السلام : (يَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ وَذِكْرُهُ شِفَاءٌ) من كلّ داء ومرض وعناء (وَطَاعَتُهُ غِنًى) عن كلّ شيء، فإنّ الطاعة الحقيقيّة يصل بالعبد إلى الفناء في اللّه والانقطاع عمّا سوى اللّه ، وهذا غاية الغنى؛ من أطاع اللّه أطاع له كلّ شيء. (اِرْحَمْ مَنْ رَأْسُ مَالِهِ الرَّجَاءُ) لا وسيلة له ولا سبب ولا عصام إلاّ رجاء رحمتك وفضلك. قد سبق أنّ الرجاء إنّما يصدق بعد تحقّق أسباب حصول المرجوّ والمطلوب، وإلاّ فالصادق اسم الغرور والحمق، كمن ألقى بذرا في أرض سبخةٍ منقطع عنها الماء وانتظر الحصاد. (وسِلاَحُهُ الْبُكَاءُ) إذا حدث للإنسان حالة متضادّة لشهوته وطبيعته وإدراك الأمر الغير الملائم ، تحرّك الروح إلى الباطن هربا من المؤذي فيتمدّد الأعصاب نحو الباطن، ويضيق أفضية الدماغ والعصبتين والصدر، وينعصر منافذها، ويحدث شكل البكاء، ويخرج حينئذٍ بالضرورة ما في الدماغ من الرطوبات الرقيقة الحادثة من الأبخرة الصاعدة إليه من القلب عند تسخّنه بتوجّه الدم والروح إليه. وإنّما تخرج تلك الرطوبات بالدمع من العين وبالمخاط من الأنف لقربهما من الدماغ واتّصالهما بدور القحف، كما بيّن في التشريح. (يَا سَابِغَ النِّعَمِ) واسعَها وكاملها وتامها. (يَا دَافِعَ النِّقَمِ يَا نُورَ الْمُسْتَوْحِشينَ) من الخلق المستأنسين بك (في الظُّلَم) الليالي والخلوات.

اسم الکتاب : شرح دعاي كميل المؤلف : لارى اصطهباناتى، ميرزا ابوالحسن    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
صيغة PDF شهادة الفهرست