responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح دعاي كميل المؤلف : لارى اصطهباناتى، ميرزا ابوالحسن    الجزء : 1  صفحة : 262

يوسف. [1] وهذه هي غاية الإيجاد وثمرة الخلق، وفيها ورد: «إنّ العبوديّة جوهرة كنهها الربوبيّة» [2] ، وفي القدسي: «عبدي أطعني حتّى أجعلك مثلي إذا قلت لشيءٍ كن فيكون» [3] ، وهذه العبوديّة المحضة أفضل من مرتبة الرسالة. ولهذا قُدّمت في التشهّد على الرسالة فيقال: أشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله. هذا، ويحتمل أن يراد بالعبادة هنا الدعاء كما سمّاه اللّه عبادة، وجعل تركه استكبارا موجبا لدخول جهنّم في قوله تعالى: «إنَّ الَّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عِبَادَتِي سَيَدخُلونَ جَهنّمَ دَاخِرينَ» [4] ، بعد أمره تعالى بالدعاء. (وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعَائِكَ وَضَمِنْتَ لَهُمُ الاْءِجَابَةَ) بقولك: «ادعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم» [5] ، وقد سلف الكلام في الدعاء والإجابة فتذكّر. قوله عليه السلام : (فَإلَيكَ) لا إلى غيرك (يَا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي وَإِلَيْكَ يَا رَبِّ مَدَدْتُ يَدِي فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لِي دُعَائِي وَبَلِّغْنِي مُنَايَ) جمع منيةٍ كغرفة وغرَف، وهي ما يتمنّاهُ الإنسان ويشتهيه ويقدر حصوله. قوله عليه السلام : (وَلاَ تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجَائِي) أي توقّعي لحصول المطالب والمحبوب، كتوقع الحصاد ممّن ألقى بذرا جيّدا في أرض صالحة يصلها الماء. (وَاكْفِنِي شَرَّ الْجِنِّ وَالاْءِنْسِ مِنْ أَعْدَائِي) وجود الجنّ والشيطان والملك ممّا عليه إجماع العقلاء وإطباق الكمّل الفضلاء، ونطق به كلام اللّه وكلام الأنبياء والأولياء، وحكي مشاهدة الجنّ عن كثير من العقلاء فلا وجه لإنكاره كما لا سبيل إلى إثباته. قوله عليه السلام : (يَا سَرِيعَ الرِّضَا) عن عبادك بقبول اليسير من أعمالهم الحسنة والشكر على القليل من أفعالهم المرضيّة.


[1] مصغّر صواحب .

[2] مصباح الشريعة، باب 100 في حقيقة الربوبيّة .

[3] وجد نحوه في عدة الداعي، ص310؛ وإرشاد القلوب، ص75.

[4] غافر (40) : 60 .

[5] غافر (40) : 60 .

اسم الکتاب : شرح دعاي كميل المؤلف : لارى اصطهباناتى، ميرزا ابوالحسن    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست