responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح حديث رأس الجالوت المؤلف : النراقي، المولى عبد الصاحب محمد    الجزء : 1  صفحة : 253

.سأل رأس الجالوت مولانا الرضا عليه السلام فقال : والقبول المنبعث عن عدم الإجبار، موجبٌ لاستحقاق الجنّة و النار، كما قرّر في الأديان. و من هذا يظهر أيضاً معنى قوله عليه السلام: «و هما الشيئان المتّفقان المختلفان» أي متّفقان في القدرة و الاختيار و صلاحيّتها للصدور من الإنسان، و مختلفان في الثواب و العقاب، أو في تعلّق الإرادة الفعليّة بهما. و اللام للعهد بما في السؤال المذكور بالصفات المتقابلة، و لعلّه سقط ضمير الموصول عن القلم. قوله عليه السلام : «و هما المرجوّان و نصّ به الرّحمن» إلى قوله «تكذّبان» جوابٌ عن الشيطانين في السؤال. و هذا شروعٌ في بيان معنى الآية على وجه تبيّن منه حقيقة أصل المسألة، فقال النعمتان المرجوّتان فى الآية هما الكفر و الإيمان، فإنهما باعتبار خلق القدرة عليهما المفهوم من قوله تعالى «خلق الإنسان» نعمة، و باعتبار هداية اللّه سبحانه سبيل الحق منهما المدلول عليه بقوله سبحانه «عَلَّمَهُ الْبَيان» نعمة أخرى، ثمّ ذكر الآية الشريفة استشهاداً للإفادة و تنبيهاً على كونها تفصيلاً لمعنى الآية الاُولى. و المراد امتزاج بحر الخير و الشرّ باعتبار اجتماع دواعيهما في فطرة الإنسان، و آثارهما و هي ضميرهما في قلبه، كما ورد كلّ ذلك في معتبرة الأخبار. و هذان البحران أحدهما بحر اُجاجٌ و الآخر عذبٌ فراتٌ. و الأوّل و إن كان ممنوعاً عن التناول، كما أنّ البحر الأجاج ممنوع من الشرب و الاستعمال، إلاّ أنّه يحصل به الامتحان و لزوم مدافعة الشيطان في تسويله في الجَنان و تزيينه في النظر القاصر، و منه يخرج لاُولي السعادات الأبديّة الحاصلة من المجاهدة كما تخرج اللآلئ من البحر الاُجاج. و هما يلتقيان في فطرة الإنسان و ضميره، ولكن بينهما حاجزٌ من العقل و الاختيار الذي وهبه اللّه سبحانه بلطفه للإنسان، فمجرّد كونهما مخلوقين ملتقيين لايستلزم

اسم الکتاب : شرح حديث رأس الجالوت المؤلف : النراقي، المولى عبد الصاحب محمد    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست