فيقول:
«سمعت» أو «حدّثني» أو «أخبرني» أو «أنبأني». و هو قد يكون مع قراءة الشيخ من
الكتاب، و قد يكون مع إلقائه من الحفظ.
و
على التقديرين قد يكون السامع غير المخاطب، و قد يكون نفسه منفردا أو مجتمعا.
و
الثاني من الأوّل أعلى، لقلّة احتمال الخطإ من الشيخ، و كثرة الاعتناء الموجبة
لقلّة الخطإ من المرويّ له[2].
و
منه يظهر وجه التفاوت في سائر المراتب، فإنّ قلّة احتمال الخطإ توجب زيادة
الاعتناء، و كثرته تقتضي نقص الاعتناء، فكما أنّ احتمال الخطإ في اللسان
[1] . و أما الدليل على أنّ السماع أعلى مراتب التحمل
بينهم حتى القراءة على الشيخ- كما هو المشهور- فإنّه جاءت الرواية عن الصادق عليه
السّلام في الخبر الصحيح عن ابن يعقوب عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد و محمّد
بن الحسين عن ابن محبوب عن عبد اللّه بن سنان حيث سأله: يجيئني القوم فيستمعون
منّي حديثكم فأضجر و لا أقوى، قال: فاقرأ عليهم من أوله حديثا، و من وسطه حديثا، و
من آخره حديثا. الكافي: 1/ 51- 52، ح 5. و الأمر بها دون غيرها يقتضي علو المرتبة
كما لا يخفى. رسائل في دراية الحديث: 2/ 300؛ فتأمّل. و علّل الشهيد وجه علوه بأنّ
الشيخ أعرف بوجوه ضبط الحديث و تأديته، و لأنّ السامع أربط جأشا و أوعى قلبا، و
شغل القلب و توزع الفكر إلى القارئ أسرع. الرعاية في علم الدراية: 231- 232. و
تبعه بعض المتأخرين عنه. راجع وصول الأخيار: 131؛ الوجيزة: 6؛ مقباس الهداية: 3/
66- 67.
[2] . فعلى الراوي أن يقول:« سمعته» أو« حدثني» أو«
أخبرني» أو« أنبأني» إن قصد الشيخ سماعه منفردا أو مجتمعا، و أما إن قصد سماع غيره
فيقول:« حدث فلانا و أنا أسمع» أو« أنا سمعته».