الباب الثالث في أنحاء تحمّل
الحديث[1] و هي سبعة[2]:
[1] . أنّ وجود الصيغ الخاصّة المعبّرة عن كيفيّة تحمّل
الحديث، أمر لا بدّ منه لكنّ علماء الحديث اصطلحوا في الألفاظ المتداولة عندهم،
بوضعها لمعان خاصّة لا حظوها رعاية لقواعد و اصول رأوا الحاجة في تقريرها. يقول
الدكتور عتر: أداء الحديث هو تبليغه و إلقاؤه للطالب بصورة من صور الأداء، بصيغة تدلّ
على كيفيّة تحمّله. منهج النقد في علوم الحديث: 22. قال سزگين: ترجع نشأة هذه
المصطلحات إلى النصف الثاني للقرن الأوّل من الهجرة، و يطلق عليها في كتب اصول
الحديث« ألفاظ الأداء». تاريخ التراث العربي: 1/ 247.
و المشهور لم يجوّزوا إبدال
الألفاظ الموضوعة بغيرها و قد اكّدوا في ذلك. قال الشيخ العاملي رحمه اللّه: لا
يجوز عندهم إبدال كلّ من« حدّثنا» و« أخبرنا» بالآخر، في الكتب المؤلّفة.
وصول الأخيار إلى اصول الأخبار:
133. و لكن جمع من كبار المحدّثين و أئمّتهم- خصوصا من العامة- صرّحوا بأنّه لا
أثر لاختلافها في ما هو المقصود من الحديث حجيّة و اعتبارا، إذ الأصل هو« البلوغ»
و هو يحصل بها كلّها. و منهم مالك بن أنس. الكفاية في علم الرواية:
369. و قال الخطيب البغدادي:
الألفاظ ليست إلا عبارة عن التحديث فهي سواء في الدلالة.
الكفاية في علم الرواية: 324.
[2] . انّ طرق تحمل الحديث سبعة عند بعض. قال المحقّق
المامقاني: و هي سبعة عند جمع و ثمانية عند آخرين من دون نزاع معنوي، فإنّ من عدها
سبعة أدرج الوصية في الاعلام و ذيله بها، و من عدّها ثمانية عدّ الوصية قسما
مستقلا. مقباس الهداية: 3/ 64. و الذين عدّوها ثمانية جاعلين الوصية القسم السابع
منها هم ابن كثير و السيوطي و والد البهايي و صبحي الصالح و شانهچي و عتر. الباعث
الحثيث: 109- 131؛ تدريب الراوي: 129؛ وصول الأخيار إلى أصول الاخبار: 131- 145؛
علوم الحديث و مصطلحه: 86- 104؛ دراية الحديث: 132- 139؛ منهج النقد في علوم
الحديث: 214. و لكن الشهيد الثاني في درايته يقول: و هي سبعة ... و ثمانية عند
جماعة .. و تسعة عند بعض ثالث كما أشار إلى ذلك، الدكتور شانهچي. الرعاية في علم
الدراية: 230؛ دراية الحديث: 132.