و منها: ما رواه زرارة قال:
سألت الباقر عليه السّلام فقلت: جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان
المتعارضان فبأيّهما آخذ؟ فقال عليه السّلام: يا زرارة خذ بما اشتهر بين أصحابك و
دع الشّاذّ النّادر، فقلت: يا سيّدي إنّهما معا مشهوران مرويّان مأثوران عنكم،
فقال عليه السّلام: خذ بقول أعدلهما عندك و أوثقهما في نفسك[1]؛
الحديث.
و
وجه الدلالة ظاهر كما مرّ. و توهّم الاختصاص و نحوه هنا مثل ما مرّ.
و
منها: ما روي عن الصادق عليه السّلام: إنّ لكلّ رجل منّا رجلا يكذب عليه[2]،
و مثله عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله[3].
وجه
الدلالة أنّ مقتضى ذلك الحديث عدم الاعتماد بكلّ حديث، و توقّف العمل على التميّز
بين الموثوق به و غيره، و لا ريب أنّ ذلك غالبا لا يحصل إلا بعلم الرجال كما مرّ.
و
منها: ما روي عن ابن سنان قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: إنّا أهل بيت صادقون
لا نخلو من كذّاب يكذب علينا و يسقط صدقنا بكذبه علينا عند النّاس- إلى أن قال-: و
كان أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ عليه السّلام قد ابتلي بالمختار[4].
[2] . لم نعثر على نصّه، و ان نقله المحدّث البحراني
رحمه اللّه. الحدائق الناضرة: 1/ 8.
[3] . قال صلّى اللّه عليه و آله: ستكثر بعدي القالة
علي. المعتبر في شرح المختصر: 1/ 29.
[4] . رجال الكشي: 305، رقم: 549. قال السيد الخويي
رحمه اللّه: هذه الرواية لعل فيها تحريفا، فإنّ المختار بن أبي عبيدة كان في
الكوفة، و الحسين بن علي عليه السّلام كان بالمدينة، و لم ينقل و لا بخبر ضعيف كذب
من المختار بالنسبة إلى الحسين عليه السّلام، و غير بعيد أنّ المختار الذي كان
يكذب على الحسين عليه السّلام أنّ يكون رجلا آخر غير المختار بن أبي عبيدة. و
للتفصيل راجع معجم رجال الحديث: 19/ 102- 110، رقم: 12185.