responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح حديث عمران صابي المؤلف : بهاء الدين محمّد مختاري ناييني اصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 476

والحاصل أنّ السؤال عن مطلق العلم بالحادث والجوابَ علم خاصّ على وجه تخيّله السائل ؛ لأنّ ذلك أهمّ . ولعلّ قوله عليه السلام : «المعلّمة» إشارة إلى المعلمة المتخيّلة للسائل الّتي تفطّن بها الإمام عليه السلاملامطلق العلم . ويمكن أن يقال : إنّ السائل أراد بالسؤال عن المَعلَم أن يعيد السؤال ، فيسأل ثانياً عن سببه ؛ ظنّاً منه أنّ علمه تعالى حادث كعلمنا ، ولمّا علم الإمام عليه السلام ذلك بادر إلى نفي العلم الحادث ؛ تعجيلاً لإلقاء الحقّ وإفهامه ، فنقول : معنى السؤال : «هل كان الكائن» أي هل صار الكائن معلوماً بسبب عند نفسه ، أو كان معلوماً في الأزل؟ فأجاب بقوله : «إنّما تكون المعلمة» أي إنّما تقع وتحدث المعلمة الحادثة «لنفي خلافه» أي لنفي خلاف العلم ، وهو الجهل واستتار المعلوم نفسه بما هو نفسه ، وبما نفى عنه من أضداده ومخالفته موجوداً حاصلاً عند العالم ، ولم يكن هناك أي عند الصانع ـ عزّ شأنه ـ خلاف العلم وضدّه ، فتدعوه الحاجة إلى سبب ينفي عنه ذلك الضدّ بتحديد المعلوم فيه ، واللّه يعلم أسراره . وأمّا الرابع : فهو أردى الوجوه الأربعة ، فإنّه نظير الأوّل ، في كون السؤال عن علم الشيء بنفسه قبل وجوده ، إلاّ أنّه هنا في الكائن الحادث ، وهناك في الصانع القديم ـ تعالى شأنه ـ ، فهو يشارك الأوّل في السقوط ويزيد عليه . ولما ذكرناه أنصف الاُستاذ العلاّمة قدس سره واعترف بأنّ شيئاً منها لايخلو عن شيء . وأقول ـ وباللّه التوفيق ـ : يخطر بالبال وجهان : الأوّل : أنّ السؤال عن العلم الزائد على الذات المغاير للعالم ، كما هو المألوف المعروف بين الناس ، والجواب بنفيه ، فالمعنى «إنّما تكون المعلمة» أي صفة العلم الزائدة على ذات العالم «لنفي خلاف العلم» ؛ فإنّ العالِم ليس نفس العلم وعين ما به الانكشاف ، فليس له في مرتبة ذاته سوى خلاف العلم أي الجهل ، فيحتاج إلى صفة المعلمة لتنفى عنه صفة الجهل ، وليكون ذلك العالم نفسه ـ بما نُفي عنه من الجهل ـ

اسم الکتاب : شرح حديث عمران صابي المؤلف : بهاء الدين محمّد مختاري ناييني اصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 476
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست