الوقف، أو من كتاب كذلك بعد
الوقف، و لكنّه اخذ ذلك الكتاب عن شيوخ أصحابنا الموثوق بهم المعتمد عليهم، كما
قيل في عليّ بن الحسين الطاطريّ[1] الّذي هو من أشدّ الواقفة
عنادا للإماميّة رضوان اللّه عليهم: إنّه روي كتبه عن رجال موثوق بهم و بروايتهم،
حتّى أنّ الشيخ- قدّس اللّه روحه- شهد له في الفهرست بذلك[2].
إلى غير ذلك من المحامل الصريحة و التوجّهات الصحيحة، و الّا فكيف ينسب إلى قدماء
الإماميّة الاعتماد على مثل هؤلاء في الرواية خصوصا الواقفيّة؛ فإنّ الإمامية- رضي
اللّه عنهم- كانوا في غاية الاجتناب منهم، و التباعد عنهم، و الاحتراز عن
مجالستهم، و التوقّي من مخالطتهم، و التكلّم معهم، فضلا عن أخذ الحديث عنهم، حتّى
أنّهم كانوا يسمّونهم بالممطورة[3]، أي الكلاب الّتي أصابها
المطر. فقبولهم لرواياتهم و عملهم بها كاشف عن استجماعهم شرائط القبول وقت الأداء،
فلا يتطرّق به القدح عليهم و لا على الثقة الراوي.
[8]
فصل [الجرح و التعديل]
الطرق
الموصلة إلى معرفة العدالة: المعاشرة الباطنة، و المعاملة المطّلعة على الأحوال
الخفيّة، و الاستفاضة، و الاشتهار بين أهل العلم الناصحين، كمشايخنا السالفين، و
اشتهارهم بالتقوى و التوثيق و الصلاح و العدالة و الضبط و الفلاح، و شهادة عدلين
فيها بل العدل الواحد في ثبوت عدالة الراوي عند الأكثر، كما ترى.
و
الحالتان الأوّلتان هما أحوط الطرق في معرفتها.
[1] . كذا في المخطوطة و الصحيح عليّ بن الحسن الطاطريّ
كما في الفهرست: 156/ 390، رجال النجاشي: 254- 255/ 667، خلاصة الأقوال: 363/
1429.