responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرواشح السماوية - ط دار الحدیث المؤلف : المير داماد الأسترآبادي    الجزء : 1  صفحة : 195


عيدكم يومَ الأحد ، ثمّ اعتبروا شهر شوّال تسعة وعشرين يوماً ، وشهرَ ذي القعدة ثلاثين يوماً ، أو بالعكس ؛ إذ لا يكون ثلاثة شهور متتالية ثلاثين ثلاثين ، فيكون غرّة شهرَ ذي الحجّة الحرام يومَ الأربعاء ويوم النحر يومَ الجمعة لا محالة .
وعلى هذا القياس ، إذا غمّت الأهلّة وتحيّرتم في يوم عاشوراء وقد كان هلال شوّال ثابتاً ويوم العيد متعيّناً عندكم ، فاتّخذوا يوم عيدكم بعينه يومَ عاشوراء ؛ وذلك لأنّ الأصل في ذلك الشهر الثابتِ أوّلُه أن يكون ثلاثين يوماً ، وفي الشهرين الأخيرين من بعده أن يكون أحدهما ثلاثين ، والآخَرُ تسعة وعشرين يوماً ، وذلك فرضكم ؛ فإنّه وإن كان من المحتمل أن يكون كلٌّ منهما تسعة وعشرين إلاّ أنّه لا يسوغ في الشرع اعتبارُ ذلك بمجرّد الاحتمال فليُفْقَه .
وثانيهما : أن يعكس اعتبار الوضع والحمل ، فيعتبرَ تقديم الخبر تنبيهاً على ادّعاء حصر مفهومه في المبتدأ مطلقاً ، أو على الكمال وبالحقيقة ويقالَ : لا يبعد أن يكون معناه أنّ يوم الصوم - أعني أوّل شهر رمضان - هو المحقوق عند المؤمن ، والحقيق في مذهب خلوص الإيمان بأن يُعدّ يومَ العيد ، وهو يوم الأضحى .
وأمّا عيد الفطر - وهو أوّل شوّال - فحقّه إذا ما كمل قسط الإيمان وتمّ نصاب استلذاذ العبادات والالتذاذ بها ولا سيّما الصّلاة التي هي معراج رُوع المؤمن ، والصوم الذي جزاء العاشق العارف به لقاءُ القدّوس الأحد الحقّ ، ووصالُ المعشوق الجميل البهيّ القيّوم النور المطلق أن لا يُعدَّ [1] عيداً ، بل يحسب كأنّه يوم عاشوراء ، ومأتماً لمضيّ شهر الرحمة لفيوض أرواقه ، وحزناً على فواته ، ووَجْداً على فراقه . فها دعاء الصحيفة الكريمة السجّادّية في وداع شهر رمضان لبيان هذا المعنى موضِحٌ ما أوضحَه !
ومبيّنٌ ما أبْيَنه ! حيث سمّاه سيّد الساجدين العيدَ الأعظم لأولياء الله ، فقال ( عليه السلام ) في وداعه :



[1] خبر لقوله قُبَيلَ هذا : " فحقّه " .

اسم الکتاب : الرواشح السماوية - ط دار الحدیث المؤلف : المير داماد الأسترآبادي    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست