responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل الرجالية المؤلف : الكلباسي، أبو المعالي    الجزء : 1  صفحة : 226

هو من باب العدوّ، كما هو مقتضى قوله سبحانه: اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ[1] بناء على كون الخطاب لآدم و حوّاء خطابا لذرّيتهما.

و كيف يسوغ توقّع الحبّ منه! و قد قال اللّه سبحانه: إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَ أَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ‌[2] بناء على كون «من» زائدة، و لعلّه الأظهر، لا للتبعيض، و ليس المقصود هو المعانعة عن العبادة و نيل الأجور الاخرويّة قضيّة قوله سبحانه: وَ إِنْ تَعْفُوا وَ تَصْفَحُوا وَ تَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌[3] و قضيّة التعرّض للممانعة المشار إليها بعد تلك الآية في قوله سبحانه: إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ[4].

و كيف يسوغ توقّع الحبّ منه و هو عدوّ لنفسه قضيّة ما فيه من الأهواء المهلكة الموجبة لرادئة حاله في الدنيا و الآخرة، كما هو مقتضى بعض الأخبار، بل مضرّة عداوته أزيد من سفرة أعدائه بمراتب كثيرة؛ حيث إنّ ما يتأتّى من مقدار تضييعه بفعله لا يتمكّن منه أعداؤه إلّا بمقدّمات كثيرة، بل ربّما لا يتمكّن من ذلك المقدار رأسا.

و أمّا عقله فغالب أفراده صرف الجنون، و في بعض الكلمات «أنّ عقل أربعين رجلا يوازن عقل شاة» تعليلا بأنّ الشاة ترتدع بردع الراوي، و الإنسان لا يرتدع بروادع اللّه سبحانه و الأنبياء و الأوصياء عليهم السّلام، و لعمري أنّ هذا الكلام بلغ سماء الكلام.

و بالجملة، من كان حاله في الطغيان على ما سمعت، فكيف يليق بوصول الفيض من جانب اللّه سبحانه إليه، و ما أبعد طول مسافة المجاهدة التي تحتاج إليها في القابليّة للإفاضة؛ فبالغ في المجاهدة و تهذيب الأخلاق، و طهّر بيتك للطائفين‌


[1] . البقرة( 2): 36.

[2] . التغابن( 64): 14.

[3] . التغابن( 64): 14.

[4] . التغابن( 64): 15.

اسم الکتاب : الرسائل الرجالية المؤلف : الكلباسي، أبو المعالي    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست