responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حكمت نامه بسيج المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 286

5/ 2

أنصار سيّد الشهداء

478. الإمامُ زين العابدين عليه السلام: في بَيانِ وَقائعِ يَومِ تاسوعاءَ حَينَما جَمَعَ الحُسَينُ عليه السلام أصحابَهُ عِندَ قُربِ المَساء: فَدَنوتُ مِنهُ لِأسمَعَ ما يَقولُ لَهُم، وَأنا إذ ذاكَ مَريضٌ، فَسمِعتُ أبي يَقولُ لِأصحابِه: اثني عَلَى اللّهِ أحسنَ الثَّناءِ، وَأحمَدُه عَلَى السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ، اللَّهُمَّ إنِّي أحمَدُكَ عَلى أن أكرَمتَنا بِالنُّبوَّةِ وَعَلَّمتَنا القُرآنَ وَفَقَّهتَنا فِي الدّينِ، وَجَعلتَ لَنا أسماعاً وَأبصاراً وَأفئِدَةً، فَاجعَلنا مِنَ الشّاكِرينَ.

أمّا بَعدُ، فَإنِّي لا أعلَمُ أصحاباً أوفى وَلا خَيراً مِن أصحابي، وَلا أهلَ بَيتٍ أبرَّ ولا أوصَلَ مِن أهلِ بَيتي، فَجَزاكُمُ اللّهُ عَنّي خَيراً، ألا وَإنّي لَأظُنُّ أنَّهُ آخِرُ يَومٍ لَنا مِن هؤلاءِ، ألا وَإنِّي قَد أذِنتُ لَكُم فَانطَلِقوا جَميعاً في حِلٍّ لَيسَ عَلَيكُم مِنّي ذِمامٌ، هذا اللَّيلُ قَد غَشِيَكُم فَاتَّخِذوه جَمَلًا. فَقالَ لَهُ إخوَتُهُ وَأَبناؤُهُ وَبَنو أخيهِ وَابنا عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ: لِمَ نَفعلُ ذلكَ؟ لِنَبقى بَعدَكَ؟! لا أرانا اللّهُ ذلِكَ أبَداً. بَدَأهُم بِهذا القَولِ العَبّاسُ بنُ عَلِيٍّ رُضوانُ‌

اللّهِ عَلَيهِ وَأتبَعَتهُ الجَماعةُ عَلَيه فَتكَلَّموا بِمِثلِهِ وَنَحوِهِ. فَقالَ الحُسينُ عليه السلام: يا بَني عَقيلٍ، حَسبُكم مِنَ القَتلِ بِمُسلِمِ، فَاذهَبوا أنتُم فَقَد أذنتُ لَكُم. قالوا: سُبحانَ اللّهِ! فَما يَقولُ الناسُ؟! يَقولونَ إنّا تَرَكنا شَيخَنا وَسَيَّدَنا وَبَني عُمومَتِنا خَيرَ الأعمامِ وَلَم نَرمِ مَعَهُم بِسَهمٍ، وَلَم نَطعَن مَعَهُم بِرُمحٍ، وَلَم نَضرِب مَعهُم بِسَيفٍ، وَلا نَدري ما صَنَعوا، لا وَاللّهِ ما نَفعلُ ذلِكَ، وَلكِن (تَفديكَ أنفُسُنا وَأموالُنا وَأهلونا)، وَنُقاتِل مَعَكَ حَتّى نَرِدَ مَورِدَكَ، فقَبَّحَ اللّهُ العَيشَ بَعدَكَ.

وَقامَ إليه مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ فَقالَ: أنُخَلّي عَنكَ وَلمّا نُعذَر إلَى اللّهِ سُبحانَهُ في أداءِ حَقِّكَ! أمَا وَاللّهِ حَتّى أطعنَ في صُدورِهِم بِرُمحي، وَأضرِبَهُم بِسَيفي ما ثَبَتَ قائِمُهُ في يَدي، وَلَو لَم يَكُن مَعي سِلاحٌ اقاتِلُهُم بهِ لَقَذَفتُهُم بِالحِجارَةِ، وَاللّهِ لا نُخَلّيكَ حَتَّى يَعلمَ اللّهُ أن قَد حَفِظنا غَيبَةَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فيكَ، وَاللّهِ لَو عَلِمتُ أنِّي اقتَلُ ثُمّ احيا، ثُمّ احرَقُ، ثُمّ احيا، ثُمّ اذرى، يُفعَلُ ذلِكَ بي سَبعينَ مَرَّةً ما فارَقتُكَ حَتّى ألقَى حِمامي دونَك، فَكَيفَ لا أفعلُ ذلِكَ وَإنّما هِيَ قَتلَةٌ واحِدةٌ، ثُمَّ هِيَ الكَرامَةُ الّتي لَا انقِضاءَ لَها أبَداً.

وَقامَ زُهيرُ بنُ القَينِ البَجَليُّ رحمهم‌الله فَقالَ: وَاللّهِ لَوَدِدتُ أنّي قُتِلتُ، ثُمّ نُشِرتُ، ثُمّ قُتِلتُ حَتّى اقتَلَ هكذا ألفَ مَرّةٍ، وَأنَّ اللّهَ تَعالى‌

يَدفَعُ بِذلِكَ القَتلَ عَن نَفسِكَ، وَعَن أنفُسِ هؤلاءِ الفِتيانِ مِن أهلِ بَيتِكَ. وَتَكَلَّمَ جَماعَةُ أصحابِه بِكَلامٍ يُشبِهُ بَعضُه بَعضَاً في وَجهٍ واحِدٍ، فَجَزّاهُمُ الحُسَينُ عليه السلام خَيراً وَانصَرَفَ إلى مَضرَبِه.[1]


[1] الارشاد: 2/ 91.

اسم الکتاب : حكمت نامه بسيج المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 286
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست