وقد يَتوهّم بعض المفسّرين [أنّ] في قوله: «كلوا ممّا رزقكم اللّه» [1] استدلال على أنّ الحرام ليس برزق من الشكل الثاني، هكذا: الحرام ليس بمأكول / 99 / شرعاً وهو ظاهر، والرزق مأكول شرعاً، فالحرام ليس برزق. أو من الشكل الأوّل هكذا: الرزق مأكول شرعاً، ولا شيء من المأكول شرعاً بحرام، فالرزق ليس بحرام، فالحرام ليس برزق. [2] قال بعض الأفاضل: إنّ كليهما إنّما يفيدان لو صدق «كلّ رزق مأكول شرعاً»، والآية لاتدلّ عليه. أقول: وهذا القول ـ مع ما فيه من الاعتراضات ـ مذكور في شرحنا ل «الصحيفة السجّادية» استقصاءً في الاستدلال والجواب بما لامزيد عليه. وَاكفِني مُؤونَةَ إنسانِ سَوءٍ: الكفاية قيام شخص مقام آخر في قضاء حوائجه. وفي الفائق: كفاه الأمر إذا قام مقامه فيه. [3] و «المؤونة» كلّ ما يحتاج إليه، و «السَّوء» بالفتح مصدر ساءه، أي فعل به ما يكرهه، وبالضمّ اسم الحاصل بالمصدر، ويقال: إنسانُ سَوء ـ بالإضافة وفتح السين ـ وكذلك جار سَوء وقرين سوء وأمثال ذلك. سُمّي الإنسان إنساناً لأنّه يَنسى؛ قال اللّه عز و جل: «ولقد عهدنا إلى آدم من قبل [فنسي]» [4] . كذا روي عن أبي عبد اللّه عليه السلام. [5] وَجارِ سَوْءٍ، وَقَرينِ سَوءٍ، وَسُلطانِ سَوْءٍ، وَسَاعَةِ سَوْءٍ، وَيَومِ سَوءٍ: الجوار [6] هو الّذي يجاورك في المسكن، وتميل ظلّ بيته إلى بيتك، من الجور: الميل. السلطان كما مرّ
[1] سورة المائدة، الآية 88؛ سورة الأنعام، الآية 142.[2] لم يوجد.[3] لم يوجد في الفائق للزمخشري.[4] سورة طه، الآية 115.[5] علل الشرائع، ج1، ص 15؛ عنه بحارالأنوار، ج 57، ص 264 .[6] كذا في النسخة ، و الصحيح: الجار.