ووضعت الزنادقة كابن أبي العوجاء عبدِ الكريم وغيرِه[1]، والغلاةُ من فرق الشيعة كأبي الخطّاب[2] ويونس بن ظبيان[3] ويزيد الصائغ[4] وأضرابهم جملةً من الأحاديث ليفسدوا به الإسلام وينصروا به مذهبهم.
وعن العقيل، عن حمّاد بن زيد، قال: وضعت الزنادقة على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أربعةَ عَشَرَ ألفَ حديثٍ.[5] وعن عبد اللَّه بن يزيد المقري أنّ رجلًا من الخوارج رجع عن بدعته، فجعل يقول: انظروا هذا الحديث عمّن تأخذون به؛ فإنّا كنّا إذا رأينا رأياً جعلنا له حديثاً.[6] وقد ذهبت الكرّاميّة المنسوبة إلى محمّد بن كِرّام- بكسر الكاف- وبعض المبتدئة من المتصوّفة إلى جواز وضع الحديث للترغيب والترهيب ترغيباً للناس في الطاعة، وزجراً لهم عن المعصية.
واستدلّوا عليه بما روى في بعض الطرق: «من كَذَب عليَّ متعمّداً ليضلّ به الناس فليتبوّأ مقعَده من النار»[7] وهذه الزيادة قد أبطلها نقلة الحديث.
وعن بعض المخذولين أنّه إنّما قال: «من كذب عليّ» ونحن نكذّب له ونقوِّي شرعه.[8] وقد صنّف جمع من العلماء كتباً في بيان الموضوعات كالفاضل الصنعاني