responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقيل ابن ابى طالب المؤلف : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 56

درهماً اشترى‌ به خبزاً، واحتاج إلى الإدام فطلب من قَنْبر خادمهم أن يفتح له زقّا، من زقاق عسل جاء تهم من اليمن، فأخذ منه رطلًا، فلمّا طلبها عليه السلام ليقسّمها، قال: «يا قنبر أظنّ أنّه حدث بهذا الزّق حدث؟»

فأخبره، فغضب عليه السلام، وقال: عليَّ بحسين! فرفع عليه الدّرّة، فقال: «بحقّ عمّي جعفر» وكان إذا سُئل بحقّ جعفر سكن- فقال له: «ما حملك أن أخذت منه قبل القسمة؟»

قال: «إنّ لنا فيه حقّاً، فإذا أعطيناه رددناه»، قال: «فداك أبوك! وإن كان لك فيه حقّ فليس لك أن تنتفع بحقّك قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم! أما لولا أنّي رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقبل ثنيّتك لأوجعتُك ضرباً»، ثمّ دفع إلى قنبر درهماً كان مصروراً في ردائه، وقال: «اشتر به خير عسل تقدر عليه».

قال عقيل: واللَّه لكأنّي أنظر إلى يدي عليّ وهي على‌ فم الزّق، وقنبر يقلب العسل فيه، ثمّ شدّه وجعل يبكي، ويقول: «اللّهمّ اغفر لحسين، فإنّه لم يعلم!».

فقال معاوية: ذكرت من لا ينكر فضله، رحم اللَّه أبا حسن، فلقد سبق من كان قبله؛ واعجز من يأتي بعده! هلم حديث الحديدة.

قال: نعم، أقويت وأصابتني مخمصَة شديدة فسألته فلم تندَ صَفاته فجمعت صبياني وجئته بهم والبؤس والضّر ظاهران عليهم، فقال: ائتني عشيةً لأدفع إليك شيئاً فجئته يقودني أحد ولدي، فأمره بالتنحّي، ثمّ قال: ألا فدونك فأهويت- حريصاً قد غلبني الجشع، أظنّها صرّة- فوضعت يدي على‌ حديدة تلتهب ناراً، فلمّا قبضتها نبذتها وخُرْت كما يخور الثّور تحت يد جازره، فقال لي:

«ثكلتك أُمّك هذا من حديدة أوقدت لها نار الدّنيا فكيف بك وبي غداً إن سُلِكنا في سلاسل جهنّم؟- ثمّ قرأ- «إِذِ الْأَغْلالُ فِى أَعْنَاقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ‌

اسم الکتاب : عقيل ابن ابى طالب المؤلف : الأحمدي الميانجي، الشيخ علي    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست