responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جواهر الحكمة للشباب المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 256

يَقولُ عَبدُ اللَّهِ بنُ حَوّاشٍ الكَعبِيُّ: رَأَيتُ أبا ذَرٍّ فِي الرَّبَذَةِ وهُوَ جالِسٌ وَحدَهُ في ظِلِّ سَقيفَةٍ، فَقُلتُ: يا أبا ذَرٍّ، وَحدَكَ!

فَقالَ: كانَ الأَمرُ بِالمَعروفِ وَالنَّهيُ عَنِ المُنكَرِ شِعاري، وقَولُ الحَقِّ سيرَتي، وهذا ما تَرَكَ لي رَفيقاً.

تُوُفِّيَ أبو ذَرٍّ سَنَةَ 32 ه. وتَحَقَّقَ ما كانَ يَراهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله في مِرآةِ الزَّمانِ، وما كانَ يَقولُهُ فيهِ، وكانَ قَد قالَ صلى الله عليه و آله: «يَرحَمُ اللَّهُ أبا ذرٍّ، يَعيشُ وَحدَهُ، ويَموتُ وَحدَهُ، ويُحشَرُ يَومَ القِيامَةِ وَحدَهُ».

ووَصَلَ جَماعَةٌ مِنَ المُؤمِنينَ فيهِم مالِكٌ الأَشتَرُ بَعدَ وَفاةِ ذلِكَ الصَّحابِيِّ الكَبيرِ القائِلِ الحَقِّ في زَمانِهِ، ووَسَّدوا جَسَدَهُ النَّحيفَ الثَّرى‌ بِاحتِرامٍ وتَبجيلٍ.

3/ 2 أَبوالهَيثَمِ الأَنصاريُ‌

هُوِ مالِكُ بنُ التَّيِّهانِ بنِ مالِكٍ أبُو الهَيثَمِ الأَنصارِيُّ، وهُوَ مَشهورٌ بِكُنيَتِهِ. مِن أوائِلِ الأَنصارِ الّذينَ أسلَموا في مَكَّةَ قَبلَ هِجرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله.

وكانَ قَبلَ الإِسلامِ مُوَحِّداً أيضاً ولَم يَعبُدِ الأَصنامَ. وشَهِدَ مَشاهِدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله جَميعَها، وهُوَ مِمَّن رَوى‌ حَديثَ الغدَيرِ.

وكانَ مِنَ السّابِقينَ في مَعرِفَةِ الحَقِّ بَعدَ رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله؛ إذ سَبَقَ إلى‌ مَعرِفَةِ خِلافَةِ الحَقِّ، ولَم يَتَنازَل عَنها إلى‌ غَيرِها، وهُوَ أحَدُ الاثنَي عَشَرَ الَّذينَ احتَجّوا في مَسجِدِ النَّبِيِّ مُدافِعينَ عَنِ الإِمامِ عليه السلام، ومُعارِضينَ لِتَغييرِ مَسارِ الخِلافَةِ.

وهكَذا كانَ؛ فَقَد رافَقَ الإِمامَ عليه السلام مُنذُ بِدايَةِ تَبَلوُرِ خِلافَتِهِ، وتَصَدّى‌

اسم الکتاب : جواهر الحكمة للشباب المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست