responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاشية علی اصول الكافي (العاملي) المؤلف : العلوي العاملي، السيد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 338

ثابت، وهو دهر له.

وفي كتاب الملل والنحل في ترجمة النظّام من المعتزلة: من مذهبه أنّ اللَّه تعالى خلق الموجوداتِ دفعة واحدة على ما هي عليها الآنَ: معادنَ ونباتاً وحيواناً وإنساناً لم يتقدّم خلقُ آدَم خلقَ أولاده غيرَ أنّ اللَّه تعالى أمكن بعضها في بعض، والتقدّم والتأخّر إنّما يقع في ظهورها من مكانها دون حدوثها ووجودها[1]. انتهى.

وإنّما يطلق عليه بالنظر إلى من لا يعلم، وربّما اعتبر في البداء ظنّ من لا يعلم بأنّه لا يصدر، والمخالفون نسبوا إلينا البداء بمعنى الندامة إليه‌[2] تعالى فقد غفلوا أو تغافلوا.

ثمّ بما قرّرنا أنّ الترتّب والتغيّر في المعلولات لا يوجب تغيّراً في علمه تعالى ولا انقلابَ علمه جهلًا، ولا تخلّفَ المعلول عن علّته والتفصيل على ما افيد ذلك حيث قال: البَداء ممدود على وزن السَماء، وهو في اللغة اسم لما ينشأ للمراء من الرأي في أمر، ويظهر له من الصواب فيه، ولا يستعمل الفعل منه مفطوماً عن اللام الجارّة، وأصل ذلك من البُدُوّ بمعنى الظهور. يقال: بدا الأمر يبدو بدوّا، أي‌ظهر، وبدا الفلان في هذا الأمر بداءً، أي‌نشأ وتجدّد له فيه رأي جديد يستصوبه، وفعل فلان كذا ثمّ بدا له أي تجدّد وحدث له رأي بخلافه، وهو ذو بَدَواتٍ بالتاء- قاله الجوهري في الصحاح‌[3]، والفيروزآبادي في القاموس‌[4]، وصاحب الكشّاف في أساس البلاغة- وذو بدوانٍ بالنون.

قال ابن الأثير في النهاية: أي‌لا يزال يبدو له رأي جديد[5]. ويظهر له أمر سانح، ولا يلزم أن يكون ذلك ألبتّة عن ندامة وتندّم عمّا فعله بل قد وربما؛ إذ يصحّ أن يختلف المصالح والآراء بحسب اختلاف الأوقات والآونة، فلا يلزم أن يكون بدا إلّابداء تندّم.

وأمّا بحسب الاصطلاح، فالبداء منزلته في التكوين منزلة النسخ في التشريع، فما


[1]. الملل والنحل، ج 1، ص 56.

[2]. تفسير الرازي، ج 19، ص 66؛ البحر المحيط، ج 5، ص 388.

[3]. الصحاح، ج 6، ص 2278( بدا).

[4]. القاموس المحيط، ج 4، ص 302( بدا).

[5]. النهاية، ج 1، ص 109( بدا).

اسم الکتاب : الحاشية علی اصول الكافي (العاملي) المؤلف : العلوي العاملي، السيد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 338
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست