responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حكمت نامه امام حسين المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 82

1/ 8

تَفسيرُ صِفَةِ الصَّمَدِ

44. التوحيد عن وهب بن وهب القرشي عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه الباقر عن أبيه عليهم السلام‌: إنَّ أهلَ البَصرَةِ كَتَبوا إلَى الحُسَينِ بنِ عَليٍّ عليه السلام يَسأَلونَهُ عَنِ الصَّمَدِ، فَكَتَبَ إلَيهِم:

بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، أمّا بَعدُ فَلا تَخوضوا فِي القُرآنِ، و لا تُجادِلوا فيهِ، و لا تَتَكَلَّموا فيهِ بِغَيرِ عِلمٍ، فَقَد سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ: «مَن قالَ فِي القُرآنِ بِغَيرِ عِلمٍ فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ».

و إنَّ اللّهَ سُبحانَهُ قَد فَسَّرَ الصَّمَدَ فَقالَ: «اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ»، ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقالَ: «لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ* وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ».

لَم يَلِد: لَم يَخرُج مِنهُ شَي‌ءٌ كَثيفٌ؛ كَالوَلَدِ و سائِرِ الأَشياءِ الكَثيفَةِ الَّتي تَخرُجُ مِنَ المَخلوقينَ، و لا شَي‌ءٌ لَطيفٌ كَالنَّفسِ، و لا يَتَشَعَّبُ مِنهُ البَدَواتُ كَالسِّنَةِ وَ النَّومِ، وَ الخَطرَةِ وَ الهَمِّ، وَ الحُزنِ وَ البَهجَةِ، وَ الضِّحكِ وَ البُكاءِ، وَ الخَوفِ وَ الرَّجاءِ، وَ الرَّغبَةِ وَ السَّأمَةِ، وَ الجوعِ وَ الشِّبَعِ؛ تَعالى أن يَخرُجَ مِنهُ شَي‌ءٌ، و أن يَتَوَلَّدَ مِنهُ شَي‌ءٌ كَثيفٌ أو لَطيفٌ.

و لَم يولَد: لَم يَتَوَلَّد مِن شَي‌ءٍ، و لَم يَخرُج مِن شَي‌ءٍ كَما يَخرُجُ الأَشياءُ الكَثيفَةُ مِن عَناصِرِها؛ كَالشَّي‌ءِ مِنَ الشَّي‌ءِ، وَ الدّابَّةِ مِنَ الدّابَّةِ، وَ النَّباتِ مِنَ الأَرضِ، وَ الماءِ مِنَ اليَنابيعِ، وَ الثِّمارِ مِنَ الأَشجارِ، و لا كَما يَخرُجُ الأَشياءُ اللَّطيفَةُ مِن مَراكِزِها؛ كَالبَصَرِ مِنَ العَينِ، وَ السَّمعِ مِنَ الاذُنِ، وَ الشَّمِّ مِنَ الأَنفِ، وَ الذَّوقِ مِنَ الفَمِ، وَ الكَلامِ مِنَ اللِّسانِ، وَ المَعرِفَةِ وَ التَّمييزِ[1] مِنَ القَلبِ، و كَالنّارِ مِنَ الحَجَرِ.

لا، بَل هُوَ اللّهُ الصَّمَدُ الَّذي لا مِن شَي‌ءٍ، و لا في شَي‌ءٍ، و لا عَلى شَي‌ءٍ، مُبدِعُ الأَشياءِ و خالِقُها، و مُنِشئُ الأَشياءِ بِقُدرَتِهِ، يَتَلاشى ما خَلَقَ لِلفَناءِ بِمَشِيَّتِهِ، و يَبقى ما خَلَقَ لِلبَقاءِ بِعِلمِهِ، فَذلِكُمُ اللّهُ الصَّمَدُ الَّذي لَم يَلِد و لَم يولَد، عالِمُ الغَيبِ وَ الشَّهادَةِ الكَبيرُ المُتعالِ، و لَم يَكُن لَهُ كُفُوا أحَدٌ.[2]


[1] في المصدر:« و التميّز»، و التصويب من بحار الأنوار.

[2] التوحيد: ص 90 ح 5، مجمع البيان: ج 10 ص 861 عن وهب بن وهب عن الإمام الصادق عن أبيه الباقر عليهما السلام، بحار الأنوار: ج 3 ص 223 ح 14.

اسم الکتاب : حكمت نامه امام حسين المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست