responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حكمت نامه امام حسين المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 230

5/ 5

عَدَدُ الأَئِمَّةِ مِن أهلِ البَيتِ‌

187. كفاية الأثر عن إبراهيم بن يزيد السمّان عن أبيه عن الحسين بن عليّ عليه السلام: دَخَلَ أعرابِيٌّ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُريدُ الإِسلامَ و مَعَهُ ضَبٌّ قَدِ اصطادَهُ فِي البَرِّيَّةِ و جَعَلَهُ في كُمِّهِ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَعرِضُ عَلَيهِ الإِسلامَ.

فَقالَ: لا اؤمِنُ بِكَ يا مُحَمَّدُ أو يُؤمِنَ بِكَ هذَا الضَّبُّ. و رَمَى الضَّبَّ مِن كُمِّهِ، فَخَرَجَ الضَّبُّ مِنَ المَسجِدِ يَهرُبُ.

فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله: يا ضَبُّ، مَن أنَا؟

قالَ: أنتَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ بنِ هاشِمِ بنِ عَبدِ مَنافٍ.

قالَ: يا ضَبُّ، مَن تَعبُدُ؟

قالَ: أعبُدُ الَّذي خَلَقَ الحَبَّةَ و بَرَأَ النَّسَمَةَ، وَ اتَّخَذَ إبراهيمَ خَليلًا، و ناجى موسى كَليما، وَ اصطَفاكَ يا مُحَمَّدُ.

فَقالَ الأَعرابِيُّ: أشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللّهُ، و أنَّكَ رَسولُ اللّهِ حَقّا، فَأَخبِرني يا رَسولَ اللّهِ هَل يَكونُ بَعدَكَ نَبِيٌّ؟

قالَ: لا، أنَا خاتَمُ النَّبِيّينَ، و لكِن يَكونُ بَعدي أئِمَّةٌ مِن ذُرِّيَّتي، قَوّامونَ بِالقِسطِ كَعَدَدِ نُقَباءِ بَني إسرائيلَ، أوَّلُهُم عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ، فَهُوَ الإِمامُ وَ الخَليفَةُ بَعدي، و تِسعَةٌ مِنَ الأَئِمَّةِ مِن صُلبِ هذا و وَضَعَ يَدَهُ عَلى صَدري وَ القائِمُ تاسِعُهُم؛ يَقومُ بِالدّينِ في آخِرِ الزَّمانِ كَما قُمتُ في أوَّلِهِ.

قالَ: فَأَنشَأَ الأَعرابِيُّ يَقولُ:

ألا يا رَسولَ اللّهِ إنَّكَ صادِقٌ‌

فَبورِكتَ مَهدِيّا و بورِكتَ هادِيا

شَرَعتَ لَنَا الدّينَ الحَنيفِيَ‌[1]

بَعدَ ما

عَبَدنا كَأَمثالِ الحَميرِ الطَّواغِيا

فَيا خَيرَ مَبعوثٍ و يا خَيرَ مُرسَلٍ‌

إلَى الإِنسِ ثُمَّ الجِنِّ لَبَّيكَ داعِيا

و بورِكتَ فِي الأَقوامِ حَيّا و مَيِّتا

و بورِكتَ مَولودا و بورِكتَ ناشِيا.

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله: يا أخا بَني سُلَيمٍ، هَل لَكَ مالٌ؟

فَقالَ: وَ الَّذي أكرَمَكَ بِالنُّبُوَّةِ و خَصَّكَ بِالرِّسالَةِ، إنَّ أربَعَةَ آلافِ بَيتٍ في بَني سُلَيمٍ ما فيهِم أفقَرُ مِنّي! فَحَمَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله عَلى ناقَةٍ.

فَرَجَعَ إلى قَومِهِ فَأَخبَرَهُم بِذلِكَ، قالوا: فَأَسلَمَ الأَعرابِيُّ طَمَعا فِي النّاقَةِ!

فَبَقِيَ يَومَهُ فِي الصُّفَّةِ[2] لَم يَأكُل شَيئا، فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ تَقَدَّمَ إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ:

يا أيُّهَا المَرءُ الَّذي لا نَعدَمُه‌

أنتَ رَسولُ اللّهِ حَقّا نَعلَمُه‌

و دينُكَ الإِسلامُ دينا نُعظِمُه‌

نَبغي‌[3] مَعَ الإِسلامِ شَيئا نَقضِمُه‌[4]

قَد جِئتَ بِالحَقِّ و شَيئا نَطعَمُه.

فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله و قالَ: يا عَلِيُّ أعطِ الأَعرابِيَّ حاجَتَهُ.

فَحَمَلَهُ عَلِيٌّ عليه السلام إلى مَنزِلِ فاطِمَةَ و أشبَعَهُ، و أعطاهُ ناقَةً و جُلَّةَ[5] تَمرٍ.[6]


[1] في المصدر:« الحنفي»، و التصويب من بحار الأنوار.

[2] الصُّفّة: سقيفة في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله، كانت مسكن الغرباء و الفقراء( مجمع البحرين: ج 2 ص 1036« صفف»).

[3] في المصدر:« سعي»، و التصويب من بحار الأنوار.

[4] القَضم: الأكل بأطراف الأسنان. و ما ذُقتُ قضاما: أي شيئا( الصحاح: ج 5 ص 2013« قضم»).

[5] الجُلّة: قُفّة كبيرة للتمر( تاج العروس: ج 14 ص 113« جلل»).

[6] كفاية الأثر: ص 172، بحار الأنوار: ج 36 ص 342 ح 208 و راجع: الصراط المستقيم: ج 2 ص 130.

اسم الکتاب : حكمت نامه امام حسين المؤلف : محمدی ری‌شهری، محمد    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست