اسم الکتاب : حكمت نامه لقمان المؤلف : محمدی ریشهری، محمد الجزء : 1 صفحة : 216
الفصل التاسع: نَوادِرُ الحِكَمِ
9/ 1
الاعتِبارُ في طَلَبِ الرِّزقِ
346. الإمام عليّ عليه السلام: كانَ فيما وَعَظَ بِهِ لُقمانُ ابنَهُ أن قالَ لَهُ: يا بُنَيَّ، لِيَعتَبِر مَن قَصُرَ يَقينُهُ و ضَعُفَت نِيَّتُهُ في طَلَبِ الرِّزقِ، إنَّ اللّهَ تَبارَكَ و تَعالى خَلَقَهُ في ثَلاثَةِ أحوالٍ مِن أمرِهِ، و آتاهُ رِزقَهُ، و لَم يَكُن لَهُ في واحِدَةٍ مِنها كَسبٌ و لا حيلَةٌ، إنَّ اللّهَ تَبارَكَ و تَعالى سَيَرزُقُهُ فِي الحالِ الرّابِعَةِ.
أمّا أوَّلُ ذلِكَ فَإِنَّهُ كانَ في رَحِمِ امِّهِ يَرزُقُهُ هُناكَ في قَرارٍ مَكينٍ حَيثُ لا يُؤذيهِ حَرٌّ و لا بَردٌ، ثُمَّ أخرَجَهُ مِن ذلِكَ و أجرى لَهُ رِزقاً مِن لَبَنِ امِّهِ يَكفيهِ بِهِ و يُرَبّيهِ و يَنعَشُهُ مِن غَيرِ حَولٍ بِهِ و لا قُوَّةٍ، ثُمَّ فُطِمَ مِن ذلِكَ فَأَجرى لَهُ رِزقاً مِن كَسبِ أبَوَيهِ بِرَأفَةٍ و رَحمَةٍ لَهُ مِن قُلوبِهِما، لا يَملِكانِ غَيرَ ذلِكَ حَتّى أنَّهُما يُؤثِرانِهِ عَلى أنفُسِهِما في أحوالٍ كَثيرَةٍ حَتّى إذا كَبِرَ و عَقَلَ وَ اكتَسَبَ لِنَفسِهِ ضاقَ بِهِ أمرُهُ، و ظَنَّ الظُّنونَ بِرَبِّهِ، و جَحَدَ الحُقوقَ في مالِهِ، و قَتَّرَ عَلى نَفسِهِ و عِيالِهِ مَخافَةَ إقتارِ رِزقٍ و سوءَ يَقينٍ بِالخَلَفِ مِنَ اللّهِ تَبارَكَ و تَعالى فِي العاجِلِ