وقال الجوهري: «الذود من
الإبل ما بين الثلاث إلى العشر، وفي المثل: الذود إلى الذود إبل، قولهم: إلى بمعنى
مع؛ أي إذا جمعت القليل مع القليل صار كثيراً»[2] انتهى.
وأمّا أن تتعلّق بانتهاء
مقدّر والظرف مستقرّ حال موضحة هي قرينة المراد من اللفظ المشترك وهو أيديكم،
فظاهر الآية أنّ غسل المرافق من باب المقدّمة، وهي مجملة بالنسبة إلى ما يجب
ابتداء الغسل منه، وهذا الاحتمال هو المراد لمن قال: إنّ «إلى» هنا لانتهاء
المغسول لا انتهاء الغسل، والاحتمال الأوّل أظهر لشيوع نظائره في الاستعمال إذا
كان الظرف مستقرّاً، وأنّ التأسيس أظهر من التأكيد لكن يبعده الموافقة لقوله: «إِلَى
الْكَعْبَيْنِ»[3]، ونظيره قوله: «أَقِمِ
الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ»[4]، إلّاأن يُقال:
العدول عن الظاهر في
موضع لدليل لا يوجب اطّراده في نظائره.
ويؤيّد ذلك أنّ الوضع
الطبيعي مع قطع النظر عن خطاب الشارع في مسح الرجل أن يكون من الأصابع، وفي غسل
اليد أن يكون من المرفق، كما أنّه في غسل الوجه أن يكون من قصاص الشعر، والعلم عند
اللَّه وأهل الذِّكر عليهم السلام.