وقال ابن
الأثير : « وفيه : عليك بذات الدين تربت يداك. ترب الرجل : إذا افتقر ، أي لصق
بالتراب ، وأترب إذا استغنى. وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها
الدعاء على المخاطب ولا وقوع الأمر به ، كما يقولون : قاتله الله. وقيل : معناه : للهدرّك.
وقيل : أراد به المثل ؛ ليرى المأمور بذلك الجدّ وأنّه إن خالفه فقد أساء. وقال
بعضهم : هو دعاء على الحقيقة ؛ فإنّه قد قال لعائشة : تربت يمينك ؛ لأنّه رأى
الحاجة خيراً لها. والأوّل الوجه ، ويعضده قوله في حديث خزيمة : أنعم صباحاً تربت
يداك ؛ فإنّ هذا دعاء له وترغيب في استعماله ما تقدّمت الوصيّة به ، ألا تراه قال
: أنعم صباحاً ، ثمّ عقّبه بـ « تربت يداك » ، وكثيراً ترد للعرب ألفاظ ظاهرها
الذمّ ، وإنّما يريدون بها المدح ، كقولهم : لا أب لك ولا امّ لك ، وهوَتْ امّه ، ولا
أرض لك ونحو ذلك ». النهاية ، ج ١ ، ص ١٨٤ ( ترب ).
[٦]
التهذيب ، ج ٧ ، ص ٤٠١ ، ح ١٦٠٠ ، بسنده
عن عليّ بن أسباط ، عن عمّه يعقوب الأحمر ، عن محمّد بن مسلم ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج ٢١ ، ص ٤٥ ، ح ٢٠٧٧٨ ؛ الوسائل ، ج ٢٠ ، ص ٥٠ ، ح ٢٥٠٠٥.
اسم الکتاب : الکافی- ط دار الحدیث المؤلف : الشيخ الكليني الجزء : 10 صفحة : 592