521. الكافي عن إسحاق بن عمّار: سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام عَنِ الرَّجُلِ يَكونُ مَعَهُ أهلُهُ فِي السَّفَرِ لا يَجِدُ الماءَ أ يَأتي أهلَهُ؟ قالَ: ما احِبُّ أن يَفعَلَ إلّا أن يَخافَ عَلى نَفسِهِ.

قالَ: قُلتُ: طَلَبَ بِذلِكَ اللَّذَّةَ، أو يَكونُ شَبِقا[1] إلَى النِّساءِ؟ قالَ: إنَّ الشَّبِقَ يَخافُ عَلى نَفسِهِ. قُلتُ: يَطلُبُ بِذلِكَ اللَّذَّةَ؟! قالَ: هُوَ حَلالٌ.

قُلتُ: فَإِنَّهُ يُروى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله أنَّ أبا ذَرٍّ رَحِمَهُ اللّهُ سَأَلَهُ عَن هذا فَقالَ: إيتِ أهلَكَ تُؤجَر، فَقالَ: يا رَسولَ اللّهِ آتيهِم و اؤجَرُ؟! فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله: كَما أنَّكَ إذا أتَيتَ الحَرامَ ازِرتَ‌[2]، فَكَذلِكَ إذا أتَيتَ الحَلالَ اوجِرتَ.

فَقالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام: أ لا تَرى، إنَّهُ إذا خافَ عَلى نَفسِهِ فَأَتَى الحَلالَ اوجِرَ.[3]

522. الإمام الصادق عليه السلام‌ في قَولِهِ تَعالى: «لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَ لا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ»[4]: كانَتِ المَراضِعُ مِمّا يَدفَعُ إحداهُنُّ الرَّجُلَ إذا أرادَ الجِماعَ تَقولُ: لا أدَعُكَ، إنّي أخافُ أن احبَلَ فَأَقتُلَ وَلَدي هذَا الَّذي ارضِعُهُ. و كانَ الرَّجُلُ تَدعوهُ المَرأَةُ فَيَقولُ: أخافُ أن اجامِعَكِ فَأَقتُلَ وَلَدي، فَيَدَعُها و لا يُجامِعُها. فَنَهَى اللّهُ عَزَّ و جَلَّ عَن ذلِكَ أن يُضارَّ الرَّجُلُ المَرأَةَ وَ المَرأَةُ الرَّجُلَ.[5]

[1] الشَّبَقُ: شِدَّةُ الغُلمَةِ و طَلَبُ النكاح( النهاية: ج 2 ص 441« شبق»).

[2] الوِزرُ: الذَنبُ و الإثمُ( النهاية: ج 5 ص 179« وزر»).

[3] الكافي: ج 5 ص 495 ح 3، تهذيب الأحكام: ج 1 ص 405 ح 1269 و ج 7 ص 418 ح 1677 و فيهما صدره، إلى« إلّا أن يخاف على نفسه»، مستطرفات السرائر: ص 107 ح 53، بحار الأنوار: ج 81 ص 160 ح 22.

[4] البقرة: 233.

[5] الكافي: ج 6 ص 41 ح 6، تهذيب الأحكام: ج 7 ص 418 ح 1673 و ج 8 ص 107 ح 364، تفسير القمّي: ج 1 ص 76 نحوه و كلّها عن أبي الصباح الكناني، وسائل الشيعة: ج 14 ص 137 ح 25392.