" الأَحد": صفة مشبّهة، و" الواحد": اسم فاعل، وكلاهما مشتقّان من مادة" وحد"، وهو يدلّ على الانفراد[3]، وبما أنّ دلالة الصفة المشبهّة على الجذر والمادّة أَكثر وأَقوى من دلالة اسم الفاعل، لذا فإنّ دلالة" الأَحد" على الانفراد أَكثر من دلالة" الواحد"، ومن الطبيعي هناك تفاوت بين الصفتين في مقام الاستعمال، بحيث لا يمكن استعمال إِلّا إِحدى الصفتين في بعض الموارد، مثلًا لم تستعمل كلمة" أَحد" في مقام الوصف لغير اللّه تعالى، بينما استعملت" أَحد عشر" ولم تستعمل" واحد عشر"، وقال أبو إسحاق النحوي:" إنّ الأحد شيء بني لنفي ما يذكر معه من العدد والواحد اسم لمفتتح العدد وأحد يصلح في الكلام في موضع الجحود وواحد في موضع الإثبات"[4]، وبغضّ النظر عن هذه النكات فإنّ الأَحد بمعنى الواحد، لذا صرّح الجوهري بأنّ الأَحد بمعنى الواحد[5]، ويقول الفيومي: الواحد هو الأَحد.[6]