هناك ثمّة قضيّة ذات أهمّيّة لابدّ من تسليط الأضواء عليها، تلك هي معرفة أسباب النكوص إلى عهد الجاهليّة، وهو ما عبّر عنه القرآن بالانقلاب على الأعقاب، وأمّا تلك الأسباب لمثل هذا الرجوع القهقرى، فهي نفس الأمراض التيتهدّد أساس النظام الإسلاميّ، ومن أبرزها الاختلاف الذي قال فيه رسول للّه صلى اللّه عليه و آله:
ومن العوامل الاخرى للعودة إلى الجاهليّة وهو أخطرها طبعا زعامة أئمّة الضلال، وهو ما قال فيه الرسول صلى اللّه عليه و آله:
إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلى امَّتي الأَئِمَّةُ المُضِلّونَ.[3]
وقد ورد أيضا أنّ عمر بن الخطّاب سأل كعبا: إنّي أسألك عن أمر فلا تكتمني، قال: لا واللّه، لا أكتمك شيئا أعلمه، قال: ما أخوف شيء تخافه على امّة محمّد صلى اللّه عليه و آله؟ قال: أئمّة مضلّين، قال عمر: صدقت، قد اسِرَّ إليّ ذلك وأعلمنيه رسول للّه صلى اللّه عليه و آله.[4] إنّ لأئمّة الضلال خطرا على الإسلام ودورا في إعادة المسلمين إلى عصر الجاهليّة إلى الحدّ الذي جعل رسول للّه صلى اللّه عليه و آله يؤكّد في حديث معتبر ومتّفق عليه بين المسلمين أنّه: