كان حُذَيْفَة ممّن شهد جنازة السَّيِّدة فاطمة الزَّهراء 3، و صلّى على جثمانها الطاهر [1].
وليَ المَدائِن في عهد عمر و عثمان [2]. و كان مريضاً في ابتداء خلافة أمير المؤمنين عليّ 7. مع هذا كلّه لم يُطِق السُّكوت عن مناقبه و فضائله (صلوات الله عليه)، فصعد المنبر برغم مرضه، و أثنى عليه أبلغ الثَّناء، و ذكره بقوله: فو اللَّهِ إنّهُ لَعلَى الحقِّ آخِراً و أوّلًا [3]. و قوله: إنَّهُ لَخَيرُ مَن مَضَى بَعدَ نَبيِّكُم. و أخذ لَهُ البيعة [4]، بعد أن بايعه بنفسه [5].
و أوصى أولاده مؤكّداً عليهم ألّا يقصّروا في اتّباعه و السَّير وراءه [6]، و قال لهم:
فإنّهُ و اللَّهِ علَى الحقِّ، و مَن خالَفَهُ علَى الباطلِ. ثمّ توفّي بعد سبعة أيّام مضت على ذلك [7]. و قيل: توفّي بعد أربعين يوماً [8].
في الأمالي للطوسيّ عن حُذَيْفَة: ألا مَن أرادَ- وَ الَّذي لا إلهَ غَيرُهُ- أن يَنظُرَ إلى أميرِ المؤمنينَ حَقّاً حَقّاً، فَليَنظُر إلى عليِّ بنِ أبي طالِب، فَوازِروهُ
[1]. الخصال: ص 361 ح 50، رجال الكشّي: ج 1 ص 34 الرقم 13، الاختصاص: ص 5، تفسير فرات: ص 570 ح 733.
[2]. تاريخ مدينة دمشق: ج 12 ص 26 تاريخ الإسلام للذهبي: ج 3 ص 493، تهذيب التهذيب: ج 1 ص 516 الرقم 1367؛ إرشاد القلوب: ص 321.